لم يكن الخطاب الملكي أمام مجلس الشورى والذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عاديًا بل كان مفصلًا لكل أمور الدولة وكأن التاريخ يعيد نفسه.. فمجلس الشورى أسس في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، عندما أعلن توحيد المملكة العربية السعودية، وأصدر أوامره بإعلان اسم المملكة، وأعلن التعليمات الأساسية التي نصت على استخدام مبدأ الشورى في هذا الوطن، ولاشك بأن كلمات الملك سلمان في خطابه تظل نبراسًا يستضاء بها، بل هي استراتيجية وطنية وتوجيهات من خلال رؤية ٢٠٣٠.
قال خادم الحرمين الشريفين في كلمته: «إن المملكة تتقدم بخطى ثابتة في سبيل تحقيق استقرار مالي واقتصادي أكبر وتنمية مستدامة، ونحن عازمون على تنفيذ جميع الإصلاحات الداعمة لنمو اقتصادنا». وأضاف عن مواجهة التحديات: «إن ما تعرضت له المملكة من اعتداءات بـ(٢٨٦) صاروخًا بالستيًا و(٢٨٩) طائرة بدون طيار بشكل لم تشهد له مثيلا أي دولة أخرى لم يؤثر على مسيرة المملكة التنموية، ولا على حياة مواطنيها والمقيمين فيها، والفضل بعد الله يعود لمنسوبي قطاعاتنا العسكرية والأمنية الذين يسهرون على أمن هذا الوطن وبما يقومون به في الذود عنه، ونفخر بشهداء الواجب رحمهم الله، والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل العقيدة والوطن، ونؤكد أن أسرهم ستظل دومًا موضع رعايتنا واهتمامنا».. وعن السياسة البترولية قال خادم الحرمين: «إن سياسة المملكة البترولية تهدف إلى استقرار أسواق البترول العالمية بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، وإعلان المملكة عن طرح جزء من أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام سيتيح للمستثمرين داخل المملكة وخارجها المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم؛ مما يؤدي إلى جلب الاستثمارات، وخلق آلاف الوظائف، كما سيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية».. وعن الإرهاب الايراني قال: «مازال النظام الإيراني مستمرًا منذ أكثر من أربعة عقود بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومواصلا الرعاية والدعم لقوى الإرهاب والمليشيات المسلحة التي تستهدف كيان الدول وتقوض مؤسساتها في المنطقة، وقد التزمنا كعادتنا في المملكة بالحكمة في التصدي لهذه الأعمال الجبانة، ونثمن بكثير من الاعتزاز مواقف حلفائنا من الدول الشقيقة من هذه الأعمال الجبانة التي لم تستهدف أمن المملكة فقط بل أمن واستقرار الاقتصاد العالمي بأسره».. وعن التطرف قال الملك سلمان: «يحق لنا أن نفخر اليوم بنجاح بلادنا في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تم مواجهة وحصار الفكر المتطرف ليعود الاعتدال والوسطية سمة تميز المجتمع السعودي، كما تتواصل جهودنا ضمن تضامن دولي لمحاربة الإرهاب ومطاردة الإرهابيين مع استمرار جهودنا الحثيثة لمكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب».
الخطاب الملكي رسم سياسة هذا الوطن بكل تفاصيله.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
