Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

العالمي الهلال... وابتسام النصراوية!

ضمير متكلم

A A
* بداية نبارك لـ(نادي الهلال) فوزه بدوري أبطال آسيا لكرة القدم للعام 2019م، التي شَرُفَت بِه، واعتلى منصتها عن جَدارة واستحقاق؛ حيث قدَّم مهرها جُهْـداً وعطاءً، بعد أن تجاوز في الطريق إليها عَقَبَات العديد من الفرق القوية؛ ليصبح مشاركًا وحاضراً في البطولة القادمة لأندية العالم.

* وبالتأكيد (الهلال) بتحقيقه لتلك البطولة لا يمثل نفسه، بل الكُرة السعودية بعامة؛ حيث أعادها للواجهة والمنصات الآسيوية بعـد غياب سنوات؛ وبالتالي فحَقّ أبناء الوطَن جميعاً، ولاسيما المهتمين بالشأن الرياضي أن يتخلصوا مِـن قَيْدِ التَّعَصُّـب، وأن يفرحوا؛ خاصة وقـد أصبحت الرياضة من القوة الناعمة التي تتنافس فيها ومن أجها الدُّول.

* ولكن ما أتمناه دائماً أن تبقى المنافسات الكروية في إطارها الرياضي؛ دون إقحامها في الأهَـم كـ(التعليم، ونظام المؤسسات وساعات العمل فيها)؛ حيث سَـبق المباراة حملة إعلامية غير مسبوقة (لا مع الأندية ولا حتى المنتخبات السعودية) تنادي بِصَرف الطلاب والموظفين باكراً؛ بحثاً عن مشاهدة المباراة في توقيتها؛ حيث تفاعل مع تلك الحملة بعض مديري المدارس والجامعات، وقبلهم طائفة من المسؤولين مُعلنين الاستجابة لها، ومنهم مــن بَادر بِوضع شَاشَات كبيرة في الوزارات والمؤسسات الحكومية لِيتابع منسوبوها المباراة مباشَـرة!

* ولأن تلك الدعوات والاستجابة لها تُخِـل بالأنظمة وحدود الالتزام بها، وتتجاهل حقوق المراجعين أو العملاء؛ ولأنها في «شأن التعليم» تُقَلِّل من مكانته، وتُنذر بالتساهل به، وأن غيره أولى منه؛ أعجبني تعليق (وزارة التعليم) على كلِّ ذلك عبر تغريدة من متحدثتها الأستاذة ابتسام الشهري التي أشارت فيها إلى «الوزارة» ترى أن المؤسسات التعليمية منظومات حيوية للمجتمع، لها رسائل تربوية لا تُناسب إقحامها ومنسوبيها في منافسات الأندية الرياضية الداخلية أو الخارجية، مؤكدة بأن التعليم يجب أن يبقى بعيداً عن أيّ انفعالات أو تشجيع قد يُفهم أنه انتقائي، وقد تكون له آثار تربوية غير مناسبة بين الطلاب والطالبات والكادرين التعليمي والإداري على اختلاف ميولهم، أو مطالبات مستقبلية بالمعاملة نفسها من جهات أخرى في مناسبات رياضية قادمة.

* وهنا نُثَمِّن لـ»وزارة التعليم» ذلك التعليق الذي أرجو أن لا يكون مجرد تسجيل مَوْقِفٍ في واقع قد فُرِض؛ ولذا لابد أن يتحول إلى توجيه أو قرار رسمي في كل الوزارات يمنع مثل تلك الممارسات ليظلّ نظامنا، وتعليمنا في مَقَام عَـالٍ، وفِى منأى عن المهاترات، التي جعلت البعض، يُصَـنِّف (الأستاذة الشهري) بعد تغريدتها تلك بأنها «نَصْرَاوِيّة متعصبة، وتَكْرَهُ الهِلال»!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store