Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

في حضرة الإنسان.. عبدالعزيز السبيل

مزامير

A A
أكتب أحياناً فأبدو في زمنٍ قديم، تمامًا كالعجائز عندما يتحدَّثن عن تواريخ قديمة، كُلَّما عَنّ لهنّ فيها ما يُثبت رؤيتهن، أو يُصادق على نبوءاتهن.. لهذا وبقدر ما أسعدنا وأفرحنا تكريم د. عبدالعزيز السبيل في حياته، وهو الحق الوجودي لكل مبدع، تغافلنا عنه عقوداً من التكريم والمناسبات، فبادرة تكريم الأحياء كم ناديتُ بها منذ القدم حتى تحقَّقت، وستتحقق مستقبلاً، فالذكر الطيِّب، كالثروة في حياة المُكرَّم، أليس من حقه أن يحياها ويستمتع بها؟!.

وها أنا اليوم أُشارككم الوقوف لرجلٍ من فئة العطاء على الأرض، عندما يُبادرها كالمطر، فتضوَّع بذلك الأريج المدهش، والدكتور «السبيل» لستُ بصدد استعراض حضوره حينما عرفه كل مَن تعامل معه كصقرٍ من الصقور الذين يمتطون سحابات السماء، فعُرِف بمنجزاته وأعماله وكفاءته العالية ونزاهته، وقدرته المميزة على إدارة مؤسسة متشابكة الخدمات ومتعددة الأطراف، والسبيل ليس حصرياً على الثقافة، فأعماله الخيرية تمتد في قارة إفريقيا وفي أنحاء الوطن، عملنا معاً في مجلس إدارة جمعية إبصار الخيرية وجامعة أوغندا الإسلامية، وعمل الكثير للجامعة الإسلامية.

وعندما اختار إخواننا القائمون على حفل التكريم في النادي الأدبي بالرياض شعاراً للتكريم، «السبيل مهندس الثقافة السعودية»، همستُ في داخل نفسي وقلت: حتَّى هذا الشعار لا يُغطِّي أعماله وأقواله.

بقي أن أعود إلى ما بدأت به مقالتي من ذاكرة العجائز، وأعود وأُسجِّل احتجاجي التاريخي لغياب المرأة هنا عن حفل التكريم والندوة، وقد اجتهدوا إخواننا في النادي، لكن غيَّبوا مشاركة المرأة في التكريم والندوة، وقدَّموا للعالم مدننا بلا نساء، على الرغم من أن السبيل أوَّل مَن جاهد وناضل لتكون المرأة ضمن منظومة العمل في الأندية الأدبية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store