Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

معلمو المستقبل.. تطوير وتمكين

A A
في الملتقيات العلمية التي يُخطَّط لها بعقلية القادة المبدعين المُفكِّرين؛ مَن يحملون تطلعات مستقبلية، ويُواكبون عمليات التغيير بحضورٍ فريد من نوعه، تظهر بصماتهم واضحة جلية للعيان، ويكون المنتج فائق الجودة.

ما أروع أن تكون حاضراً في بيئة عمل يُدرك قياداتها وصانعو القرار فيها متطلبات المرحلة الراهنة، ويقرأون بتمعُّن ورويّة إلى أين نحن ذاهبون؟، وما هي أولويات وزارة التعليم ومشاريعها المستقبلية، حينها يتبنَّى كل مَن ينتمي لهذه المنظومة التعليمية -بهذا الفِكر النيِّر- مشاريع عملاقة تمضي بنا قُدماً نحو المستقبل الأكثر إشراقاً للوطن.

هنا في ينبع، وعلى مدار يومين، يُعقَد الملتقى العلمي الأول للتطوير المهني بعنوان: (مُعلّمو المستقبل.. تطوير وتمكين)، من تنظيم وتخطيط قسم التدريب التربوي والابتعاث -بنات-، وبرعايةٍ كريمة من قِبَل سعادة المساعدة للشؤون التعليمية، وبدعمٍ قوي وتبنِّي للأفكار الملهمة من قبل سعادة مدير التعليم.

هذا الملتقى العلمي الذي يستهدف معلمات ومشرفات المحافظة، قد بلغ صداه الآفاق، وتمت تغطية فعالياته عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وها هي كلماتي أُسطِّر بها للتاريخ في تعليم وطني كيف يتحوَّل الفِكر القيادي إلى عملٍ ملموس وواقعٍ معاش وتجاربٍ ثرية يتبادل فيها المبدعون والمخلصون لمهنة التعليم من نساء الوطن تجاربهن وخبراتهن. من سحر الكلمة وتأثيرها كان انطلاق أوراق العمل بلغةٍ راقية تأسر القلوب والعقول معاً، إلى القيادة في القرن الحادي والعشرين عبر تجربة ثرية من خبيرة تربوية، وحلّقنا معاً في ورقةِ عمل علمية ثرية تتحدَّث عن عقلية النمو ودورها في إعداد المتعلِّم للقرن القادم، مُبدعة تتحدَّث عن تجربتها في برنامج خبرات نقلت بحرفيةٍ عالية علمها وتجربتها. وبعد ذلك جاء دور استعراض الملصقات العلمية ولحظات تأمُّل عِلمي وانبهار بما وصل إليه فِكر معلّماتنا، ومواكبتهم لمتطلبات العصر، كل معلمة تحكي تجربتها وهي تشعر بالفخر والاعتزاز بمنجزها الذي حققته مع طالباتها، وفي أروقة مدرستها، وها هي اليوم بيننا يُسلَّط الضوء عليها لنقل خبرتها، وهي ممتنَّة لمَن كان سبباً في هذا الموقف العلمي.

أجيال من المعلمين والمعلمات متطلعين للأفضل، مستشعرين بأن هذا الزمان لا يعترف إلا بالأفكار الخلاقة، فنحن وإياهم امام تحدٍّ كبير ومسؤولية عظمى أمام أجيال المستقبل التي تريد مواكبة كل جديد في عالم التقنية الرقمي، حري بكل معلم ومعلمة أن يطلعوا على هذه التجارب والخبرات الثرية، وعندي إيمان عميق بأن الأفكار الجديدة تُولَد من أفكارٍ سابقة لها، تكون بمثابة شرارة الإبداع والإلهام، فالفِكر البشري يُبنَى بتبادل الخبرات.

الجلسات العلمية تنوَّعت تخصصاتها من عالم الرياضيات واكتشاف المختلف، إلى المهارات الرقمية الأساسية لمعلمي القرن 21، إلى نماذج مقترحة للتطوير المهني للمعلمين والمعلمات لرفع كفاءة استخدام التقنيات في التعليم، ومن مستقبل التعليم وبناء مهارات القرن 21 عن طريق التعلم القائم على بناء المشاريع، إلى تطبيقات خاصة بالمعلمات لمتابعة أداء الطالبات وتقدّمهن التعليمي، ومن دور التعليم والتعلم وفق نموذج -ستيم- التكاملي في تمكين معلِّم القرن 21، إلى دور المعلمة في بناء فصول منتجة لا مستهلكة للمعرفة. أوراق علمية تم اختيارها وتدقيقها بعنايةٍ فائقة من قِبَل لجنة علمية متخصصة، كل تلك التجارب كانت تتخذ منهجاً علمياً مدعماً بالأرقام والإحصاءات الدقيقة والرسوم البيانية، ويحق لكل مَن ينتمي لهذا العمل وللمؤسسة التعليمية التي تضم هذه النخب من القيادات التعليمية أن يفخر بهذه النماذج المضيئة في سماء التعليم، في وطنٍ لا يعرف حدوداً لتميّزه إلا القمم العالية.

بكل عبارات الفخر والامتنان أُسطِّر هذه الكلمات؛ احتراماً وتقديراً لمَن خطَّط ونفَّذ ومارس دوراً قياديًّا حقيقيًّا يستحق أن يكون نبراسًا يحتذى به، أقول لقائد الفريق الأستاذة القديرة عفاف ساعاتي: بُوركت جهودك، ولكل فريق العمل الذي كان على قدر المسؤولية، فما أجمل أن تترك أثراً ممتداً سيستمر على مر الأعوام والسنين، وما أروع أن نغادر يوماً مقاعدنا ونترك خلفنا أجيالاً يذكرون حقيقة الانتماء والولاء لمهنة هي الأقدس والأجل بين المهن،

كيف لا، وهي مهنة الأنبياء، فسلام الله على مَن علَّم الناس طريق الخير، وسهَّل لهم دروب العلم والمعرفة.

معاً من أجل معلِّم المستقبل، الذي يمتلك مهارات وأدوات القرن الحادي والعشرين بكل جدارةٍ ومهنية عالية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store