Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إمام الحرم المكي: حماية الذوق العام من مقومات النهضة

إمام الحرم المكي: حماية الذوق العام من مقومات النهضة

A A
شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على حماية الذوق العام، وقال: ان مقوِّماتُ نهضةِ الأممِ والمجتمعات، ودعائِمُ تَشْيِيدِ الأمجادِ والحضارات تكمُنُ في العنايةِ بقضيةٍ غايةٍ في الأهميَّة، هي أساس البناءِ الحضاريّ، وهى قضيةُ القِيَمِ الأخْلاقِيَّة، والآدابِ المَرْعِيَّة، والأذْوَاقِ الرَّاقِيَةِ العَلِيَّة، فالأخلاق والقيم في كل أمة عُنوانُ مجدها، ورمزُ سعادتها، وتاجُ كرامتها، وشِعَارُ عِزِّهَا وسيادتها، وسِرُّ نَصْرِهَا وقوتها.

وقال فى خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُهذِّب الصِبْيَة إذا ما وقعوا فيما يناقض الذَّوق والأدب، وأضاف: "إنَّكم لَتَرون في الطُّرُقات والشوارع عَجَبًا لا ينقضي؛ فأي مراعاة للذوق العام حينما ترى شباب يتلفظون بألفاظِ السُّوءِ دُونَ حياءٍ أو اسْتِحْيَاء، ويصرخون بكلماتٍ تَصُكُّ الآذان ويَسْتَحْيِّ من سماعها الجَمَادُ والحَيَوَان، وأصل ذلك كله تهاونٌ بالأخلاق واستخفاف بالذوق العام، وضعف إيمان، وصَنْف لا يُفرقون بين المساجد وغُرَف النوم في ألبستهم، ورنين هواتفهم المحمولة يُذْهِبُ خشوع المصلين، وتراهم يتصدرون المجالس فيهرِفُونَ بما لا يعرفون، ويخوضون فيما لا يُحْسِنُون؛ في صَفَاقَةٍ دون لَبَاقة، وقال: فَمَا أبأس مَنْ خالَف أنْظمة المُرور وقواعد السَّلامة، وامْتطى السُّرعَة والاستعجال، ولم يَسْتشعِر عَاقبة ذلك الوبال في الحال والمآل، وغيرهم يرمون القِمَامَات والنُّفَايَات في الأسواق والطرقات، دون أدْنَى مُرَاجَعَةٍ للنَّفْسِ والذَّات، فالحفاظ على نظافة الطريق إحْدَى شُعَب الإيمان، ودلائل البِرِّ والإحسان، بل هو أمر الملك الدّيان، وحَسْبُنا ما تَحْفِلُ به شريعَتُنا من حُجَّة وبرهان.

وأكد الشيخ السديس أن ليس كل ما يبث في بعض مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات المعلومات من الشائعات والافتراءات والمغالطات إلا وجه كالح وصورة ظلامية، تعكس فساد الأذواق عند شُذَّاذ العقول، مشيرًا إلى أنَّ النّسيج الاجتماعي المُتراص الفريد يحتاج إلى وقفة إصلاحِيّة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store