Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

خبر باذخ الاحترافية !

تفتقرُ الساحةُ الإعلامية السعودية للكوادر المحترفة في شتّى المجالات!

A A

تفتقرُ الساحةُ الإعلامية السعودية للكوادر المحترفة في شتّى المجالات! ومع وجود أقسام للإعلام في جامعات سعودية، إلاّ أن أستاذنا/ «قينان الزمان» يرى إلغاء مرحلة البكالوريوس في هذه الأقسام، والاقتصار على المراحل العليا في الدبلوم، والماجستير، والدكتوراة! بمعنى أن يتخصص الطالب في الاقتصاد -مثلاً- ويحصل على البكالوريوس من «كلية إدارة الأعمال»، ثم يحصل على دبلوم الصحافة، وبذلك يكون «صحفيًّا اقتصاديًّا محترفًا»، تتوقع منه عملاً جيدًا في أقل الأحوال! ومع هذا وذاك تظل الموهبة روح المبدع حيثما كان، كالزميل «الوطني»/ «عبدالله الغنمي»، المتخصص في الإعلام من «جامعة الإمام»! دعك من سجع الحمام، وأكمل: «جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية» تمييزًا لها عن الجامعات «غير الإسلامية»! وهو من الآبقين حديثًا من دورة الضباط في الأمن العام! وليس طبيعيًّا أن يترك شابٌ طموحٌ «نجوم» الشرف العسكرية، ليطارد «نجوم الظهر» مع «جاسر الجاسر»، و«علي القحطاني»! ولكن مَن يكون سوبر نجوم «القوايل» غير «جمس بوند» بمطارداته العجيبة؟! حيث نشرت الزميلة «الوطن» يوم الاثنين الماضي 17/1/2011، خبرًا على مسؤولية «الغنمي» يصلح نموذجًا «للخبر الصحافي الاحترافي»، رغم أن موضوعه ليس جديدًا: «رجال الهيئة يطاردون فتاةً»! فالهيئة ترصد مخالفة أخلاقية كل دقيقتين! حسب أرقامها الرسمية، ناهيك عن التجاوزات الفردية، وما ستروه! ولكن الخبر جاء جديدًا طريفًا من زوايا أخرى، أولها الالتقاط السريع للحدث، ما يعني حضور البديهة «الصحافية»، التي تؤكدها الاحترافية في التقاط صورة «جمس الهيئة» -«ال.ج.د.ي.د»- وهو يصعد الرصيف نحو المسار المعاكس -فينك يا «ساهر» يا خوية؟- وصورة الفتاة أثناء هروبها حافية! وقد تكون «الصدفة» التي ربما قادتها دعوة «مظلومة»! من؟ المرأة؟ ربما فهي مظلومة مهما كان سبب المطاردة، ولكن «المظلومة» قبلها هي: شعيرة «الحسبة» العظيمة، التي أصبحت تمتهن كل «دقيقتين»، وباسم الدين الذين ينهانا عن إساءة الظن، والتجسس، والتحسس، وهتك الستر، ويأمرنا بالحكمة، والموعظة الحسنة، والرفق في كل شيء! أمّا صياغة الخبر، فقد جاءت قصةً ظريفةً مثيرة، في سيناريو فيلم محبوك جاهز للتصوير، يبدأ بمشهدٍ غير تقليدي، لا ينقصه إلاّ موسيقى تأثيرية من أفلام «هيتشكوك»: «صعدت مركبة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حاملة شعارها الجديد الأرصفة، وعكست السير، ثم اعترضته، ونزل رجالها للمطاردة»! يا للهول! وبعدين؟ «مشهد الفتاة الوحيدة التي اخترقت حافية القدمين الطريق السريع بين السيارات في محاولة واضحة للفرار، فيما بدا ثلاثة من أعضاء الهيئة وراءها»! يا للأنفاس المحبوسة! وبعدين؟ «وفي حين توقف السير في الشارع، واختنقت حركة السير نتيجة متابعة المارين بالطريق المزدحم عادة، سرعان ما وصلت فرقة مساندة من الهيئة إلى الموقع»! ويترك النهاية مفتوحةً، فلا يخبرك لماذا لم يعلِّق مسؤولو الهيئة؟ وما مصير الفتاة؟ وهو ما نسميه «توريط المتلقي» في الحدث، تؤكده مئات التعليقات على الخبر في موقع الصحيفة! So7aimi@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store