Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

كانت 1.4 مليار أصبحت ترليون!

A A
وأما بنعمة ربك فحدث، اللهم أدمها علينا نعمة وأحفظها من الزوال..

صباح الثلاثاء 13 ربيع الآخر 1441هـ الموافق 10 ديسمبر 2019م نشرت جرائدنا على صفحاتها الأولى حجم ميزانية بلادنا الآمن، وكانت ولله الحمد 1,02 ترليون ريال.. هذا الرقم أعاد ذاكرتي لجريدة الندوة لعددها رقم 124 الصادر ليوم الثلاثاء 10 من شهر رجب لعام 1378هـ والتي هي في حوزتي حيث نشر على صفحتها الأولى ميزانية ذلك العام أي قبل 63 سنة وكان مجموع الميزانية 1,4 مليار ريال.

دعنا نقف عند هذين الرقمين 1,4 مليار و1,02 ترليون.. الأول يساوي ألفًا ومائتي مليون ريال، أما الثاني فهو ترليون ومائتان مليون ريال، التريليون هو عدد يساوي ألف مليار أو يساوى مليون المليون، ويكتب على شكل عدد يكون فيه الرقم واحد وأمامه إثنا عشر صفرًا 1,000,000,000,000 معنى هذا أن في ظرف 63 سنة تضاعف خير هذا البلد ألف مرة.

قديمًا كان آباؤنا وأجدادنا يصنعون المال، والدليل على هذا أن ما نشر في جريدة الندوة المعنية ضمن الميزانية كان هناك بيانان، البيان رقم (1) وهو الإيرادات وفصول الإيرادات فكان الفصل رقم (1) استثمار الزيت أي إيرادات الزيت وكان حجمه 294750000 ريال أي حوالي 300 مليون ريال في السنة أما الفصل رقم (2) فكان ضريبة الدخل إضافة إلى الزكاة إيراداته كانت 850,250,000 ريال، أي نعم أباؤنا وأجدادنا كانوا يدفعون ضريبة دخل فكان الرجال يصنعون المال وليس العكس.. أما حديثًا للأسف الشديد أصبح المال يصنع بعض الرجال.

وفي ما يخصني كطبيب أذكر أن وزارة الصحة في عام 1378هـ وضعت ضمن الميزانية في البيان رقم (2) أي المصروفات في الفصل رقم (16) وكانت مجموع ميزانيتها لتلك السنة 59617005 ريالات أي حوالي 60 مليون ريال واليوم هذه الوزارة ميزانيتها مائة مليار ريال.. فهل المال يصنع الرجال أم الرجال يصنعون المال؟

أتذكر ما رواه لي والدي يرحمه الله عن أول اجتماع لأول رجل يحمل أول حقيبة لأول وزارة في هذه البلاد المرحوم (بإذن الله) معالي الشيخ عبدالله السليمان الحمدان في عام 1351هـ حين قال: «إن الاقتصاد عصب الأمم ورجالها هم الميزان».. فقد من الله علينا بالمال فما دورنا نحن رجال هذا البلد الذي دعا له أبو الأنبياء، متى نعود لصناعة المال.. فإذا الآن لدينا ميزانية قدرها أكثر من الترليون من المال فما هو دورنا نحن رجال البلد فالحكمة تقول: برجالها تشقى البلاد وتسعد.. الاقتصاد عصب الأمم في كل زمان ومكان، والدعامة الكبرى في ازدهار الدول وارتقاء الأمم وتزداد أهميتهم في عصرنا الحاضر الذي يشهد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تنمية الشباب السعودي ذكر وأنثى للقرن الواحد والعشرين وتحقيق رؤية 2030.. فها هو الترليون والباقي علينا وعلى أبنائنا إن شاء الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store