Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

افعله وأنت حيٌّ!!

شذرات

A A
يمضي قطار العمر مسرعاً لايستطيع أحد أن يتحكم فيه ولا يعرف أين ومتى تكون النهاية (الخاتمة)، وهناك من الأقوام من يلهث وراء المال وكأنه مخلد للأبد لا حدَّ لطموحاته (لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحبَّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب...) ، نشعر بكثير من الألم على هؤلاء الذين لا همَّ لهم سوى جمع المال وليتهم ينفقون بقدر ما يجمعون ويستعجلون في النفقة قبل أن ينتهي بهم الأجل وعندما ينطبق عليه ماورد في سورة المنافقين: (وأنفِقوا من ما رزقناكم من قبلِ أن يأتيَ أحدَكَم الموتُ فيقولَ ربِّ لولا أخَّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصَّدقَ وأكن من الصالحين). أو عندما يدنو منه الأجل (يقول ياليتني قدمت لحياتي). ويقول سبحانه في كتابه العزيز : (فاستبقوا الخيرات)، أما في أمور الدنيا فلم يأمر إلا الهوينى في المشي.
ينتابني وغيري كثير من الألم ونحن لانزال نشاهد بين ظهرانينا من يسعى لاكتناز الأموال التي تفيض عن حاجته ناسياً أن في ماله حقاً معلوماً للسائل والمحروم، وللزكاة أوجه للصرف معروفة ولكن هناك ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية القائمة على معالجة مواقف محددة وسد احتياجات تخدم النفع العام وتعين على سد الفجوات التي تحدثها الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها مما يستلزم من المرء الشعور بمن حوله وبمسؤوليته نحوهم. إن توجه البعض إلى بناء المساجد أمر جيد لكن لابد من إنشاء المستوصفات والمشافي وبناء المدارس وبناء الكوادر والمساهمة في التدريب والتأهيل والتوظيف ونشر العلم والثقافة وكل ما يعود بالنفع العميم على الناس، وما أجمل أن يتحقق ذلك وأنت حي لأن ما يحدث بعد الوفاة غير مأمون العواقب، فافعل الخير وأنت حي ترزق وتمتع بما قدمت وأنت مطمئن بدلاً من الكتابة في وصيتك افعلوا وافعلوا .. وماذا لو لم يفعلوا؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة