Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

دور المواطن في مكافحة الغش التجاري

A A
تكشَّفت مؤخرا أمور كثيرة حول الغش التجاري في العديد من منتجاتنا الغذائية وغير الغذائية، وعمَّ الفساد كثير من مواردنا الاستهلاكية مما يستعمله الإنسان في حياته اليومية، والسبب الرئيس في ذلك، أن هناك فئات حاقدة حاسدة لهذه البلاد، وما تنعم به من خيرات لا تُقدَّر بثمن، نشكر الله عليها ليل نهار.

سواء جاء هذا الغش من بعض التجار الجشعين، أو من العمالة فاسدة الضمائر، الذين وجدوا من أهل هذه البلاد الطيبة، الكرم وحسن المعاملة مع الضيف الوافد إليها، الذي يعاني هو وأسرته شظف العيش في دولته الأم؛ التي تُعامله بمنتهى القسوة، ولا يحصل فيها على ما يسد رمقه هو وأولاده.

لعلك تعجب من تصرفات هذه العمالة الحاقدة، التي قابلت الإحسان بالإساءة، حيث تتعامل مع سكان هذه البلاد بشتى أنواع الدناءة، والغش، والإضرار بصحة المستخدمين، وتقديم كل ما هو مُضر بالصحة العامة للناس، ويقف خلف هذه العمالة فاسدة الضمائر؛ أصحاب رؤوس أموال جشعين ومتسترين، خائنين لدينهم ومليكهم ووطنهم، ولا يهمهم سوى الكسب المادي الرخيص، وبأسرع الطرق، لتحقيق أكبر قدر من الأرباح، وترك الأمور بعلَّاتها مع من يعمل لديهم، ليفعلوا ما يشاؤون، حيث يُشاطرونهم أحياناً هذا الظلم والتعدي على أبسط حقوق الإنسان، بأن يُقدِّموا أسوأ ما لديهم وبأغلى الأسعار.

نعم، بلادنا تعج بالمنتجات والمواد المضروبة التي تقف وراءها دول مُعادية لنا، وتُحاول أن تلحق الضرر بأكبر عدد من أبناء هذا الشعب، حتى أضحت المستشفيات تئن من كثرة المرضى والمراجعين، وأصبح السواد الأعظم من الناس يُعانون من الأمراض المزمنة والفتّاكة التي يُروِّج لها هؤلاء الخارجون عن كل القوانين الإنسانية، وبُعدهم كل البُعد عن التعاليم الإسلامية وما يُناقضها، كالإضرار بالناس، وتعمُّد إيذائهم في مأكلهم ومشربهم وضروريات حياتهم.

هنا يأتي دور المواطن في مكافحة الغش التجاري، والإبلاغ عن كل ما يُريبه من تجاوزات خاطئة من قِبَل هذه العمالة، أو أولئك التجَّار المستوردين لهذه السلع المضروبة، وغير الصالحة للاستهلاك، أو التي قد تُلحق الضرر بالمستفيدين لأنها غير مطابقة للمقاييس والمواصفات السعودية.

نعم المواطن في حقيقته هو رجل أمن، يُكافح الفساد بالاتصال على الجهات المعنية بالغش التجاري، والإبلاغ عن هذه المخالفات، التي أضرَّت ببلادنا كثيراً، وأصبح المغشوش منها أكثر من الصالح للاستخدام.

للقطاعات الرقابية دور مهم للغاية، لذا يجب أن تتعاون مع المواطنين في استلام بلاغاتهم، ومباشرة الحالات المغشوشة فوراً للقضاء على بُؤر الفساد التي ضربت أطنابها أغلب السلع، حتى وصلت لبعض الأدوية التي يستشفى بها الناس، وأصبحت أدوية تالفة عديمة الفائدة، وضررها أكثر من نفعها، وتأذَّى منها الكثير من المستخدمين لها.

رسالة إلى كل مواطن غيور على صحة المواطنين والمقيمين في هذه البلاد، بأن يبلغ عن كل ما يُريبه، وأن يتصل بالجهة ذات العلاقة المباشرة؛ لوقف هذا العبث اللاإنساني، ولوضع حد لهذه المهاترات التي شملت معظم أحوالنا المعيشية، ولنتخلص من أصحاب الأنفس المريضة الحاقدة. كما يجب أن تكون العقوبات بحق هؤلاء المخادعين «صارمة»، بحيث تشمل الغرامات الكبيرة، والسجن، والإبعاد نهائياً عن المملكة، وهي وسائل كفيلة لردع المجرمين الذين يُصرّون على الإضرار بصحة الإنسان. وكذلك وقف الاستيراد من الدول التي تُصدِّر لنا منتجاتها الفاسدة والمسمومة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store