عالم التكنولوجيا

هل الصراع المحموم والمنافسة الشرسة بين تكنولوجيا الهواتف الذكية والحواسب الدفترية سوف يلقي بظلاله على استمرارية الحاسبات التقليدية المكتبية والمحمولة منها؟. باتت وسائل التكنولوجيا الحديثة تؤثر في إيقاع حياتنا اليومية وترسم تردداتها وملامحها، فهي أصبحت شديدة الالتصاق بنا أو بالأحرى أصبحنا شديدي الالتصاق بها. فهل التطور المذهل والمستمر الذي تشهده الصناعات التقنية بالرغم من روعته بات محبطاً بعض الشيء؟ كونه يسطو وينتزع الخصوصية لبعض فئات المجتمع وأصبحت كتاباً مفتوحاً يتصفحه الجميع بعد أن وصل عدد مستخدمي شبكة «الفيس بوك» إلى 500 مليون شخص؟ خلال العقد الماضي كانت الشيكات السياحية هي المنفذ الوحيد الآمن للمسافرين وكان هاجس السائح التوقيع على هذه الشيكات وحملها في مكان آمن خلال تجواله بين البلدان، وكان أحد أصدقائي والذي يتمتع برؤية مستقبلية لعالم التكنولوجيا يصف تلك الشيكات بالمنتج الذي يحتضر “Dying product” وبالفعل وبعد سنوات قلائل ومع تطور التكنولوجيا المعلوماتية حلت محلها بطاقات السحب الالكتروني. أعجبني أحد المقالات العلمية عن التأثيرات المستقبلية للتكنولوجيا على عالمنا المعاصر والتي باتت تمثل جزءاً هاماً في تعاملاتنا اليومية فقد تخيل الكاتب العالم خالياً من صناديق البريد التقليدية بعد استحواذ البريد الالكتروني و “Ups”,“Fedex” على الآلية التقليدية للبريد واسترد الكاتب حديثه متطرقاً نحو القطاع المصرفي وآلية إعداد الشيكات الشخصية والمصرفية التي تكبد القطاع المصرفي مليارات الدولارات، حيث تدرس الحكومة البريطانية إلغاء آلية العمل بتلك الشيكات واستبدالها بالكروت البلاستيكية الذكية مع بداية عام 2018 وإتمام كافة التعاملات المصرفية خلال الانترنت ويعد هذا النظام بمثابة الضربة القاضية للبريد التقليدي بعد استبدال نظام استلام وسداد كافة الفواتير بالنظام الالكتروني. همسة : التكنولوجيا هي مزج إبداعي بين مزايا ما وصلت إليه والممارسات التقليدية من أجل استحداث حلول بديلة للعيش في عالم أكثر رفاهية، فالمتابعون لعالم التكنولوجيا يؤكدون أن العديد من الخدمات التقليدية التي تقدمها الشركات سوف تتغير، الأمر الذي بات يهدد بقاءها. وللحديث بقية ..... Salehefni@gmail.com