Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

صحة المدينة مريضة!

A A
* (صحّـة المدينة) تؤكد في خَبَرٍ بَثَّتْه وسائل الإعلام الأسبوع الماضي بأن «ثمانية مراكز للرعاية الصحية الأولية»، قد حازت شهادة المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية «سباهي»، لتنضم إلى سلسلة المراكز الصحية التي حازت هذا الاعتماد بالمنطقة في أوقات سابقة.

* تلك خطوة جيدة وجهود مشكورة؛ مع أني مؤمن بأن الحصول على بعض الشهادات كــ(الأيزو وأخواتها) قد لا يكون معياراً صادقاً للتّميز والكفاءة والجودة، فهناك شركات تجارية تساعد بعض المؤسسات على الوصول لها؛ مع أنّ بعضها أشبه بـــ»طالب فَاشِل» ينال من مُعْلّمِهِ الدرجة الكاملة في الاختبار؛ وهو قد سَرق الإجابة أو غَشَّها من زميله المجتهد؛ وفي هذا الإطار يكفي أن «مستشفى الأنصار» حاصل على إحدى تلك الجوائز كما تؤكد لَوحَات إعلانية كانت معلقة على حِيْطَانِه مع أنه قد حُكم عليه بالإعدام الشهر الماضي؛ حيث أُزِيْل لأنه كان يُمثِّل خطراً على سُكّانه لأنه كان آيلاً للسقوط!

* وهنا «مواطنو طيبة الطيبة» الذين يقارب عددهم المليونين، و «زوارها الكرام» الذين يتجاوز عددهم (10 ملايين سنوياً)، والذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى (30 مليوناً كل سنة وفق ما تُبشر به رؤية المملكة 2030م)، لا يريدون جوائز وفرقعات إعلامية؛ بل يبحثون عن عمل جاد وملموس؛ ومن ذاك: تقليص مواعيد الانتظار في العيادات الخارجية وفي أقسام الطوارئ، و كفاية الأَسِرّة الطبية التي يفتشون عنها لمرضاهم فلا يجدونها في المشافي الحكومية، وأحياناً حتى في الخاصة!.

* أهل طيبة الطيبة يدركون جيداً بأن مدينتهم تحظى برعاية (القيادة الحكيمة)، وباهتمام (أميرها فيصل بن سلمان)؛ ولذا فهم يناشدون «وزارة الصحة» أن تواكب تلك الرعاية وذاك الاهتمام؛ وذلك بأن تبحث عن حلول لمعالجة أوضاع المستشفيات التي تعاني من الشيخوخة كمستشفيي (الملك فهد، وأحد)، وكذا سرعة اعتماد مستشفيات حكومية جديدة، وهناك مراقبة ومتابعة المشافي الخاصة فبعضها هزيل في إمكاناته وخدماته، فقبل أيام كنتُ في أحدها وكانت الحشرات تشارك المرضى في الغُرف، أيضاً هناك رجاء بالعمل على استقطاب رجال الأعمال ودعمهم لإنشاء المزيد من المستشفيات.

* أخيراً صدقوني لم أَشْرُفْ يوماً بمقابلة «الدكتور عبدالحميد الصبحي» مدير عام صحة المدينة السابق، الذي غادر قبل أيام، وقد لا أفوزُ بمصافحة القادم «الدكتور محمد بن جمال الخلاوي»؛ ولكني أجزم أن التغيير الدائم لـ»مسئولي صحة المدينة» ليس حلاً للأزمة؛ فصلاحياتهم محدودة مهما اجتهدوا؛ ما لم يكن هناك إرادة تغيير ودعم من الوزارة؛ فهل تتحرك لإنقاذ صِحّة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي بالتأكيد مريضة؟ هذا ما نتطلع إليه؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store