Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

التعصب الرياضي!!

دهليز

A A
لاشك أن الرياضة تلعب دوراً كبيراً في تأجيج الشعوب وجعلها تتصارع فيما بينها وتخلق الحزازية والعنصرية والتشتت والفرقة فيما بين أفراد الأسرة الواحدة.

وتلعب الرياضة بالمقابل دوراً كبيراً في بناء العقول ونهضتها ورقيها وتعاملها وتعايشها مع العالم الآخر، فقد أوصلت الرياضة بعض الدول «كالبرازيل» مثلاً الى العالمية -كسمعة- رغم قلة مواردها المالية ولكنها بالكرة أصبحت على كل لسان وأصبحت المدخول الأول لخزينة الدولة.

الرياضة باب لرُقي ورفعة الشُعوب ومنها خرج عشرات المفكرين والوزراء والعلماء بسبب شهرتهم في الرياضة، وكم من قائد لفريقه أصبح قائداً لبلده وكم من مشهور ونجم رياضي أصبح سفيراً لبلاده.

من هُنا يلعب التعصّب الرياضي دوراً سلبياً في المُجتمعات التي يعُشعش فيها هذا الفيروس «السرطاني الخبيث» ومنه تنطلق العصبية والتشتت والانحرافات والانحيازات والتفكك، ومن الجماهير تنطلق هتافات عنصرية، ومن المُحللين تنطلق العبارات المُسيئة لتلك الجماهير والتي هي في النهاية جُزء من الشعب..!

انطلاق التعصب الرياضي بقطاره السريع في موسمنا هذا بالتحديد وانحراف الرياضة عن مسارها الطبيعي وهدفها الحقيقي، جعل الغالبية تتحاشى الحضور والمشاهدة أو الحوارات الهادفة، فمن أوصل الوطن الى هذه النقطة، ومن المسؤول الذي سمح لهؤلاء أن «يتربعوا» على الشاشات وفي الإعلام المقروء ليكتبوا ويتفوهوا بكلمات لا تنم عن الروح الرياضية، ولا عن أخلاق الأٌمة ولا عادات وتقاليد المُجتمع.. فلماذا وصل بنا الحال الى نقطة الصفر؟.

والدنا سلمان الحزم والعزم، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- أولوا الرياضة جُلّ اهتمامهم، ودعموا بالمال وغيره لتكون الرياضة أحد الروافد الاقتصادية للمملكة، ومنها جاءت أحد بنود رؤية 2030 لتكون الرياضة رافداً من روافد الاقتصاد الذي تنص عليه الإستراتيجية السعودية بعدم الاعتماد على النفط، ولكن حال الرياضة لا يسُر، والوضع أصبح بالقربة المخرومة، فوجدنا أنفسنا نعود -رغم الدعم- الى المربع الأول والى الصفر..!.

أتمنى أن يتدخل المسؤولون الكبار ليوقفوا هذه التصرفات التي لا تليق بمُجتمع يسعى ويطمح إلى «الخصخصة «وإلى النهوض برياضتنا شأنها شأن الجهات الأُخرى من صحة، وتعليم، وإعلام، وثقافة، وتجارة واستثمار، واقتصاد.

أتمنى أن نرى «إعلاماً رياضياً نزيهاً» بعيداً عن هؤلاء المُتعصبين الطامحين لتحقيق مآربهم الشخصية على أكتاف الوطن!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store