Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

العلاج الطبيعي: بطالتهم (مو طبيعي)..!

صدى الميدان

A A
* تظل الحاجة إلى بعض التخصصات قائمة، تفرض ذلك طبيعة الحياة، التي بقدر ما حقق فيها الإنسان من تقدم، وتطور إلا أنه وجد نفسه مضطراً لدفع ضريبة ذلك، وما الحوادث، وما تخلفه من مآسٍ إلا مثال لتلك الضريبة (الكائدة)، التي بقدر ما فقد فيها من أرواح، إلا أنها أيضاً خلَّفت الكثير من المصابين، والمقعدين، وما يفرضه واقعهم الجديد من حاجتهم إلى إعادة التأهيل.

* وذلك جانب واحد من جوانب عديدة تفرض وبقوة الحاجة إلى تخصص العلاج الطبيعي، الذي تظل الحاجة إليه قائمة بل ومتصاعدة، فضلاً عما يضطلع به خريجو وخريجات هذا التخصص من إلمام أكاديمي في جوانب التأهيل، سواء فيما يتعلق بالمرافق الصحية أو الأندية الرياضية، وهو ما يعني أن بطالة خريجي وخريجات هذا التخصص مما يمكن إدراجه تحت تصنيف: (غير الطبيعي).

* حيث إن من الخريجين من يُعاني من البطالة منذ 2013، في وقت واصلت الجامعات الدفع بأعداد كبيرة من الخريجين والخريجات، حيث وجد اليوم من يتحدث عن بطالة لأكثر من 4 آلاف من خريجي العلاج الطبيعي، في وقت أشار مؤتمر القوى العاملة الصحية السعودية إلى حاجة الوطن إلى سبعة عشر ألف موظف في هذا التخصص، خلال العشر سنوات القادمة.

* مع التأكيد على جانب هام يُجلي أهمية الإفادة من خريجي هذا التخصص فيما يتعلق بدور التأهيل الاستباقي، الذي قد يُغني عن الكثير من العمليات الجراحية، وفي ذلك بُعد اقتصادي من الأهمية بمكان عدم إغفاله، فضلاً عن أهمية ذلك للمريض، وما قد ينتج من تبعات مؤثرة على حياته جراء بعض العمليات، التي من الممكن أن يُسهم العلاج الطبيعي في استغنائه عنها.

* ثم مما يُثير التساؤل بل ويُعد جانب حل لبطالة خريجي هذا التخصص، هو غياب العلاج الطبيعي عن مراكز الرعاية الصحية الأولية، وأحسب أن توفير ذلك سيسهم بدرجة كبيرة في رفع معاناة المرضى، وتخفيف الضغط على مراكز العلاج الطبيعي في المستشفيات، وهو ضغط لاشك في تأثيره على جودة الخدمة المقدمة، وكذلك طول مواعيد المراجعة والانتظار، مما ينعكس سلباً على صحة المريض الباحث عما يُسهم في تعجيل شفائه.

* إن وجود الوافدين، واستمرار الاستقدام، وكذلك إسناد العمل لخريجي سنة الامتياز، أسهم في شُح الأرقام الوظيفية لخريجي وخريجات العلاج الطبيعي، وهو ما يؤكد على ضرورة إعادة النظر بما يتواكب وأهمية هذا التخصص، والأبعاد الاقتصادية، والصحية الناتجة عن استقطاب هؤلاء الخريجين العاطلين، والإفادة منهم، وما يحققه التوسع في إنشاء هذه المراكز من إيجابيات، أثق أنها لا تخفى على صناع القرار، الذين أحمل إليهم عبر هذا المقال أمل خريجي وخريجات تخصص، أهميتُه ومدى الحاجة إليه تؤكدان على أن بطالته (مو طبيعي)، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store