تحدثت بإيجاز عن أحدهما وهو الطلاق وتنامي نسبته في السنوات الأخيرة وعرضت لبعض أسبابه الثمانية، إلا أن أحد القراء استحلفني بالله أن أركز على أحد الجوانب (التدخل الأسري) الذي يلقي بظلاله -من غير قصد- على تأجيج الخلافات الأسرية.
يقول الأخ (و): الوالدان يتدخلان في تسمية المولود ويصرَّان عليه، في الوقت الذي اتفق الزوج والزوجة على التسمية مبكراً وتختفي الفرحة ويعيشان مرحلة المنغصات من التدخلات إلى الدرجة التي تنتهي بتسمية أخرى للمولود مغايرة للاسم الذي تم تسجيله به، ويستطرد في هذا الأمر وكأنه الأمر الأوحد في تنامي نسبة الطلاق ويختم بقوله: هذه المرارة لا يشعر بها إلا من عاشها واكتوى بنارها وشهد الأحداث الدامية والشروخ التي تسببها هذه التدخلات.
الأمر المرعب الآخر هو الرسالة التي يلزم إيصالها إلى أبنائنا بشأن الحفاظ على النفس والنأي عن كل ما يندرج في مسمى المخدرات، حيث أصبحت بلادنا -وبكل أسف- مستهدفة من قبل الأشرار للنيل من أبناء وبنات هذا الوطن، ولكن هل يعرف هؤلاء المستهدفون الإجراءات المتبعة على من يُقبض عليه مع أصدقائه وبحوزتهم مواد مخدرة؟.
أولاً: إذا أنكر الجميع معرفته بالمادة المضبوطة وعدم الإفصاح عن الشخص الذي يملكها تسجل قضية مخدرات على الجميع بدون استثناء.
ثانياً: قد تخسر أحلامك وطموحاتك وأحلام والديك بمستقبلك فتصبح فرص الحصول على وظيفة أقل بسبب وجود سجل «سابقة مخدرات»، وقد تصدر بعض التشريعات ويكون السجل السابق سبباً في حرمانه من الاقتران بمن يرغب في الزواج منهم.
ثالثاً: للتذكير فقط، مجتمعنا يرفض التعامل مع كل شخص لديه سجل جرائم بقضايا مخدرات من خلال نظام الإجراءات الجزائية وسجل السوابق.
رابعاً: تدخين مادة الحشيش المخدِّر يؤثر على المرافقين للمتعاطي وتكون النتيجة إيجابية في حال أخذ عينات للتحليل المخبري عن جميع المرافقين (المسمى بالتدخين السلبي).
خامساً: النصيحة أيها الأعزاء تأتي من خلال الحرص على اختيار الأصدقاء وإذا لاحظت مواد مخدرة بحوزتهم بادر بالاتصال على الرقم 995 واترك الباقي على المختصين.
وبعد.. فالحديث في هذا الأمر قد يطول وقد استفدت من مركز مكافحة المخدرات المشارك في معرض الكتاب الدولي بجدة العديد من المعلومات الموثقة في هذا الشأن، وهناك دعوة للمختصين والمهتمين بالشأن الأمني في بلادنا بالتسجيل في المرصد الأمني التابع لمركز الدراسات والبحوث بكلية الملك فهد الأمنية، كما يتوفر المرصد الأمني كتطبيق مجاني على (أبل ستور وجوجل بلاي).
حمانا الله رب العالمينا من الآفات جسماناً وديناً.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
