Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

الزامل.. رحل ومازالت روحه تورق فينا

مزامير

A A
عندما كان يكتب نجيب الزامل -رحمه الله-، لا يشاركنا حروفه فقط، بل يشاركنا الهواء عبر خارطة وطننا، هذا ما كان يفعله، يحاول دائمًا أن يكون المطر الذي يترك العشب في آثاره حيثما تنقّل حرفه..

لقد رسم الفقيد «الزامل» لوحة رائعة للعمل التطوعي من داخل السعودية وخارجها، وعاش رجلاً، في ملامحه شامةُ الاستثناءِ في أعماله وأقواله، ولطالما أهدانا بعضاً من سجاياه الكثيرة التي التصقت أغلفتها بحبه للبشر. في رحيله كتب عنه الكثير برائحة التفاح، كتب محبوه عن إنسان أخضر القلب ينثر الحب، رسم -رحمه الله- وجهًا لا ينطق إلا كلمات بيضاء، تجده في المنتديات والحوارات يلقي بعصا الحوار فينفتح البحر للعطاء والرؤية والعمل معاً، حواره ناصع جدير بالإقامة في مدن الشمس مذ عرفناه، تعلمنا منه كيف نرتقي بسلم الأمل والمحاولة، وكيف أن جنائن الورد هي سياج للوطن وأهله، وأن التحاور لا يكون إلا بالرضا والمحبة، وعلينا زرع حب الوطن في أجيالنا، ظل في حياتنا طاقة روحية للعمل التطوعي، ثم بتنا نقتبس أقواله وأفعاله كالطفل الذي لا يعرف من الحديقة إلا سور زهورها، ظل يوزع سعادته بالناس على الناس، ولأنه الـ(نجيب) صباحاتنا الأجمل، جاءت هذه الجمعة إطاراً لصورته، وما كتبه محبوه من إضافة لكل ما يخطر في الذاكرة، من سيل الحكايات، ولندع نجيبًا يهدينا بعضاً من سكاكره حتى في رحيله، ورحيقًا علق في أرواحنا، ومازلنا نتذوق شهده..

رحم الله نجيب الزامل فقيد الوطن والإنسانية معًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store