Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

حتى لا تخمد الانتفاضة العراقية ضد إيران

A A
الناظر بعين الواقع في العراق وإيران اليوم يخرج بنتيجة مفادها أن مقتل المجرم قاسم سليماني جيّر (ضم الجيم) لصالح ايران من خلال الإعلام الإيراني وبعض وسائل الإعلام العراقي الموالية لإيران مما رفع أسهم إيران نسبيًا على المستوى الشعبي كونها رفعت راية الحرب على أمريكا وإسرائيل (أمريكا وإيران يحاربان بعضهما على أرض العراق فصواريخهما تقع على أرض العراق) خاصة عندما استهدفت ايران قاعدة عين الأسد بصواريخها كي تزيد من تأجيج عواطف الناس المغفلين وبالتالي تجيّر مواقفهم لها.. وللأسف انساق خلف هذا المتحمسون ضد أمريكا على اعتبار أن ايران دولة الخلافة الإسلامية بل أن هناك دولاً موالية لإيران تقف صفًا واحدًا مع ايران بحجة العداء ضد أمريكا وأسوأ ما في هذا الأمر أن يكون البعض من الشعب العراقي الذي كان بالأمس قد خرج بانتفاضة كبيرة وجماهيرية ضد ايران هو اليوم مع ايران مع علمه أن الذي دبر كل الأذى للعراق فقتل أهله وسلب نفطه وشتت أمره ومزق أرضه هو ايران باتحادها مع الأمريكان فحتى لا تخمد الانتفاضة العراقية ضد ايران يجب أن يميز الشعب العراقي الأبي أن مقتل سليماني هو رحمة للشعب العراقي، وقد قتلت إيران مع أمريكا مليون عراقي وهي اليوم تنوح على سليماني لانه إيراني فارسي فقط وستكمل الاستفادة من مقتله بقتل واخماد الانتفاضة العراقية ضدها فيجب على الشرفاء العراقيين الانتباه لذلك ففي الوقت الذي يرفضون فيه أي اعتداء أمريكي على العراق عليهم أن لا يقبلوا بالاستعمار والاحتلال الإيراني.

يكفي أن تسمعوا ما قاله آية الله على خامنئي عن قاسم سليماني من أنه رجل إيران الأول ومدح أعماله التي قام بها في العراق وأنه بطل لا مثيل له وأنه أحد رجال ايران المخلصين وكان ملتزمًا بخط الإمام الخميني وهو من كان خلف احتلال إيران لسوريا والعراق ولبنان واليمن ويحمل لواء القضاء على العرب وإذلالهم ويحمل تنفيذ مشروع الثورة الإيرانية في المنطقة ولأن إيران همها الأول هو محافظتها على ثورتها التي فقدت قوتها وتواجدها في الدول العربية التي كانت تؤمل أن تكون تابعة لها فإنها فقدت فِي سليماني ذلك الدعم وبالتالي جعلت من قتله مشروعًا إعلاميًا لتزدهر من جديد فيجب إعادة جذوة الانتفاضات العربية عراقية وسورية ولبنانية ويمنية ضد ايران خاصة أن ايران بعد هجومها صاروخيًا على قاعدتي عين الأسد وحرير رفعت علم الاستسلام وأنها تكتفي بذلك ردًا على موضوع سليماني لأنها تعلم أن شعبها قبل شعوب تلك الدول العربية التي تحتلها يريد أن يتخلص من فكر الثورة الإيرانية والفكر غير الحضاري الذي تتصف به إيران فلم يعد لها قبول في قلوب من تحكمه ومن تحتله عسكريًا وسياسيًا.

إن أمريكا تعلم جيدًا حالة الضعف التي تمر بها ايران لكنها لا تريد أن تجهز على فريستها بل تفضل إبقاءها لحاجتها اليها ويتعايشان معيشة تكافلية بحيث يخدم كل منهما الآخر فيما يحقق مصالحهما على مصلحة الأمة العربية والإسلامية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store