Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

مؤتمر برلين.. صراع النفوذ؟!

A A
دويلة قطر الصغيرة جداً في حجمها، وفي عقول من يحكمها، والتي بالإمكان ابتلاعها في خلال ساعتين، هي وراء مصائب عالمنا العربي. قطر تعمل من تحت الطاولة، هذا لا يختلف عليه اثنان. مؤتمر برلين هو صنيعة قطر التي دفعت المليارات لتمزيق ليبيا وعالمنا العربي وعندما شاهدت المشير خليفة حفتر قاب قوسين أو أدنى من تحرير طرابلس ووطنه من قبضة المليشيات الإرهابية، التي تدعمها قطر وتركيا استنجدت بالأمم المتحدة وبألمانيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!. ولاحظوا التمثيلية، والتي حبكت بكل دقة، وهي أن قطر لم تُدعَ للمؤتمر في حين هي الممولة للمؤتمر، ولا تريد أن تكون في الواجهة، وجعلت العثماني أردوغان يقوم بالمهمة لإنقاذ حكومة فايز السراج؟!، ولكي تستمر ليبيا تحت قبضة المرتزقة والمليشيات تحت قيادة التركي الأصل العميل فايز السراج. تذكَّروا جيداً وزير خارجية ألمانيا السابق الذي عارض مقاطعة البعض من الدول الخليجية + مصر لدويلة قطر؟!، وهاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم بمحاولة قطراليائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال مؤتمر برلين، ومن خلال الدكتاتور العثماني أردوغان، الذي لا نفهم إلى الآن تدخله في بلد عربي يبعد عنه آلاف الأميال؟!.
ليبيا أُهملت من قبل جامعة الدول العربية، ومن العرب لسنوات عديدة، ولم تحرك الدول الغربية ولا الدول الشرقية أي ساكن، وعندما تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة البطل المشير خليفة حفتر، وسيطر على مساحة 95% من ليبيا تحرك أصحاب المصالح، الذين نفروا خفافاً وثقالاً للانقضاض على الكعكة الليبية، من خلال مؤتمر برلين، قبل أن تتحرر عن طريق الجيش الوطني الليبي وتصبح ليبيا بعيدة عن صراع النفوذ؟!. هذه هي حقيقة الوضع في ليبيا. جارة ليبيا تونس لم تُدعَ، وهي جزء من التمثيلية القطرية الأردوغانية، فتونس أصبحت تركيا تمثلها، وما سفر الإخونجي العميل راشد الغنوشي سراً إلى تركيا، قبل فترة قصيرة، إلا لكي يوكل أردوغان بالمهمة نيابة عن تونس؟! فأردوغان المبتز، الذي يجب أن يؤدَّب من قبل جميع الدول العربية بقطع العلاقات وسحب السفراء لكي يعرف هذا العثماني المبتز حجمه الطبيعي. مصر أحسنت صنعاً باستعراضها لعضلاتها القوية في مناورتها البحرية في البحر الأبيض المتوسط، ومن خلال افتتاحها لقواعد بحرية عسكرية متكاملة في البحر الأحمر والمتوسط ، لكي ترسل رسالة قوية لأردوغان أن ذراع مصر طويلة وبإمكانها تلقين أردوغان درساً لن ينساه في حالة عبثه بأمن البحر الأبيض المتوسط من خلال تكوين تحالف وتكتل مع اليونان وقبرص وإيطاليا، إلى جانب تأسيس تحالف يضم 8 دول مطلة على البحر الأحمر وخليج عدن ومقره الرياض، لعبت فيه الرياض دوراً كبيراً «فما حكَّ جلدك مثل ظفرك». ففي البحر الأحمر ضيقنا الخناق على إيران وتركيا، وفي البحر الأبيض المتوسط ضيَّقنا الخناق على تركيا من خلال تحالف اليونان وقبرص ومصر.الصراع الغربي والشرقي بما فيها تركيا سوف يواجه بتكتل عربي وأفريقي وأوروبي (اليونان وقبرص). وفي المقابل مؤتمر برلين إذا كان سيفضي إلى طرد المليشيات من طرابلس، وتسليم أسلحتهم للجيش الوطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، دون تدخل خارجي، تعود قراراتها لموافقة وتصديق البرلمان الليبي المنتخب ديمقراطياً، وإلغاء أي إتفاق أبرمه العميل فايز السراج مع أي دولة، فإن هذه قد تكون الأرضية للحفاظ على سيادة ليبيا على أراضيها وعلى قراراتها السيادية من قبل البرلمان الليبي والشعب الليبي بعيداً عن دول الإرهاب تركيا وقطر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store