Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

طائرة لكل مواطن..

لا أعرفُ إن كان قد فتحت أبواب السماء للعاطلين في الصين، أم فتحت المقابر في الأرض لسكان المعمورة بعد أن دخلت الصين المنافسة في صناعة الطائرات التجارية، فالصين التي ظلت إلى وقت قريب تعتمد في عمليات ا

A A

لا أعرفُ إن كان قد فتحت أبواب السماء للعاطلين في الصين، أم فتحت المقابر في الأرض لسكان المعمورة بعد أن دخلت الصين المنافسة في صناعة الطائرات التجارية، فالصين التي ظلت إلى وقت قريب تعتمد في عمليات النقل الجوي على الطائرات الأمريكية والأوروبية، والتي صدر تقرير شركة (رولز رويس) للمحركات يتضمن احتلالها المركز الأول كأكبر مشتري في العالم للطائرات والمحركات على مدار العشرين سنة المقبلة أمست دولة مصنّعة للطائرات، وبأقل التكاليف، حيث ذكرت صحيفة الشعب الصينية أن أول طائرة ركاب تستخدم في الخطوط الفرعية ذات الملكية الفردية الصينية قد دخلت مرحلة التركيب الفعلي، وهي من طراز (ARG21).ودخول الصين مجال صناعة الطائرات لا شك انه سيخلق قلقًَا لدى الشركات الكبرى كـ (بوينج، وإيرباص، وسوخوي، وإمبراير، وميتسوبيشي) رغم أن شركة (إيرباص) تملك منشأة تصنيع كاملة في الصين تصنع من خلالها طائراتها بواسطة العمالة الصينية لتدني أجور العمالة هناك، بينما تنتج (بوينج) بعض المكونات في الصين.الخوف من الصينيين يأتي من خلال السرعة التي يتم فيها بناء الطائرات، حيث ذكر تقرير صادر عن مصنع شركة (إيرباص) في الصين بأنه يتوقع أن يصل إنتاج المصنع إلى أربع طائرات شهريًّا قبل نهاية عام ٢٠١١م، أي بمعدل طائرة أسبوعيًّا!.. وإذا كان الصينيون قد دخلوا مجال صناعة الطيران كبيرة الحجم والمخصصة لنقل المسافرين للتو، فإنهم نجحوا قبل ذلك في صناعة الطائرات المقاتلة، وسبق لهم أن صدَّروا طائرات من طراز «شنشو» لكل من بوليفيا وزامبيا والكونغو ولاوس وزيمبابوي، كما يؤكد الخبراء بأن الطائرات القتالية من نوع (GF17) التي تنتجها الصين، توازي في الأداء طائرات (F16) الأمريكية. وذلك يعني بأن المستقبل يشير إلى أن المصانع الصينية ستشهد طفرة في مبيعاتها لحرص شركات الطيران العالمية على التقليل من نفقاتها، هذا بخلاف الازدحام الذي ستشهده السماء في حركة الطيران بعد أن يكون متاحًا لكل عائلة ذات دخل متوسط امتلاك طائرة، إذ لن يتجاوز سعرها سعر سيارة GMC، وتباع حتى بالتأجير المنتهي بالتمليك.شخصيًّا لا يمكن لي أن أضع مصيري معلّقًا في السماء تحت رحمة الصناعة الصينية التي نرفضها في المعدات الأرضية، آخذًا العبرة من أدوات الكهرباء والسباكة والسيارات والملابس المصنعة في الصين، فما بالكم بالطائرات..؟! ولم يتبادر إلى ذهن المستهلك يومًا أن يشتري آلة حاسبة بريالين، أو «كيلو ساعات» بعشرة ريالات، أو توصيلة كهرباء تحتوي على ستة مقابس بخمسة ريالات، إلاّ بعد أن ظهرت الصين كمصنعة لأردأ البضائع.بقي على الصينيين الذين ينفقون 2.4 مليار دولار سنويًّا على عمليات لتطويل سيقانهم -ظنًا منهم بأن طول القامة يجلب لهم فرص عمل-، بقي عليهم أن يتوقفوا هذه المرة عن إطالة سيقانهم، إذ إن الحظ ابتسم لهم، حيث سيتاح لهم العمل في شركات بناء الطائرات الصينية، ويكون شعارهم «صناعة طائرة في اليوم».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store