Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد حسن فتيحي

انهماك..

شمس وظل

A A
كان منهمكاً في عمله..

يواصل ليله بنهاره.. حركة وفكراً ومزاولة.. لا يهدأ أبداً..

ازداد عدد موظفيه..

فكان بينهم كالمروحة التي تبعث هواءها في كل الاتجاهات..

محبوباً لعملائه وزواره وموظفيه..

يبعث فيهم روح العمل.. وحب العطاء..

له أخلاقيات مستقيمة..

لا يؤخذ عنه تصرف مشين أو مسيء لنفسه أو لغيره..

مواظباً على صلاته..

منفقاً على أهله ومَن حوله..

لا يبخل.. ولا يشح.. ولا يعبس..

أنيقاً في مظهره..

عندما يتكلم.. يسحر من أمامه بقناعته.. وأسلوبه الهادئ..

إذا أقبل على زملائه في عمله أو إلى عملائه في مكتبه أو متجره.. يبتسم دوماً في تواضع ومحبة..

يغض الطرف عن سفاسف الأقوال والأفعال..

مكتبه ومتجره حركة دائبة..

لا تسمع فيهما إلا أصوات الأجهزة الإلكترونية.. أو التوجيه بصوته لإتمام شيء ما..

يزوره والده بين الفينة والأخرى.. ويبارك له عمله.. ويدعو له..

ولا يستمر طويلاً.. ولا يرغب في اقتطاعه عن عمله..

في آخر مرة زاره فيها.. قبل أن يتوفاه الله.. أثنى عليه وعلى اجتهاده.. وعمله.. ونجاحاته..

ثم أردف قائلاً.. يا بني.. إن الانهماك غير محبوب.. وقدرتك على العطاء سوف تكون أقل مما أنت عليه..

أوجِدْ مساحة لغيرك ليساعدك عندما يكون زمن العون لك قد حان..

يا بني.. الانهماك يشغلك عن ذكر الله.. فاعطِ انهماكك لذكر الله.. والصلاة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. فإنهما أولى بالانهماك..

يا بني كنْ معتدلاً في عمل الدنيا.. وسابقاً لعمل الآخرة.. فإنك اليوم تقدر برغبتك.. وغداً.. بغير قدرتك ورغبتك..

كن لنفسك.. لتكون لك.. في يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً..

استمعَ بإمعان..

وقام بتنظيم عمله.. وبيته.. وصلاته.. وصلته..

لم تكن تجارته كما كانت.. ورضي بما هو فيه..

وتوجَّه بتجارته إلى الله.. دائماً يذكر نصيحة والده..

قال لأولاده.. لا تنظروا لعيون الناس لتتحصلوا على استحسانهم وثنائهم..

بل انظروا إلى السماء..

ففيها من يخضع العيون للدعاء لكم..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store