هذه الهدنة مع القبلات تشمل الجافة منها والرطبة، ويحدونا الأمل أن تمتد فترة الهدنة ليس خلال فترة الشتاء أو خلال انتشار فيروس كورونا فحسب، بل لكي تكون هذه الهدنة فرصة ثمينة لإعادة النظر في جدواها والنظر في النتائج السلبية الصحية المترتبة عليها.
هنالك جدل لم ينتهِ حول التساؤل عما إذا كان مرض الإيدز ينتقل بمجرد القبلات لوجود إنزيم في اللعاب يعين أو لا يعين على نشاط هذا الفيروس، وما يُقال عن الإيدز يُقال أيضاً عن التهاب الكبد الوبائي، وعن الخوض في تفاصيل أذى القبلات من مريض ارتفعت حرارته وآخر يعاني من الكحة أو التهابات القصبة الهوائية ونزلات البرد وغيرها فإن الوقاية خيرٌ من العلاج فضلاً عن أن ثقافة القبلات المنتشرة بين بعض المجتمعات ينبغي أن تتوقف والاكتفاء بالمصافحة، وإذا اشتد الفراق والشوق فلا بأس من العناق على الطريقة السودانية أو الباكستانية على سبيل المثال. وقد يسأل سائل: وماذا عن تقبيل الطفل وكلنا ندرك أهمية مداعبته أو تقبيله دون أن نكون سبباً لإيذائه ونقل العدوى له دون قصد، ويسري هذا الأمر على تقبيل الوالدين والأقرباء، أما ما يتعلق بأهمية القبلة بين الزوجين فلا يمكن إغفال أهميتها ولكنها من الأمور التي لا يحسن التدخل فيها فهما -أي الزوجين- أدرى بفوائدها وأضرارها. كما أن هناك قبلات تستخدم للترضية في حالات الغضب أو الاعتذار عن خطأ أو نحوه وهذه يمكن توجيهها الى الرأس أو الكتفين أو التعبير عنها بالطريقة الخليجية (القبلات الطائرة) أو الهوائية، والمهم أن لا يكون التقبيل من خلال الفم أو على الأنف و نحو ذلك، كما نأمل أن لا تستخدم القبلات عند عجز المرء عن إيجاد كلمات وعبارات لترجمة المشاعر للطرف الآخر لا سيما في ظل فترة الهدنة التي طالبنا بها لتجنب النتائج السلبية الخطيرة على الصحة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
