Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وزارة الوفاء والإكرام !

في «غضون» الثلاثين عاماً الماضية؛ لن يجد سكان «كوكب التربية والتعليم» شيئاً يفاخرون به بقية الكواكب كتغيير المسميات! فوظيفة «مراسل VIP » كان من يشغلها يسمى: «مفتِّشاً» و«مفتِّشة»!

A A

في «غضون» الثلاثين عاماً الماضية؛ لن يجد سكان «كوكب التربية والتعليم» شيئاً يفاخرون به بقية الكواكب كتغيير المسميات! فوظيفة «مراسل VIP » كان من يشغلها يسمى: «مفتِّشاً» و«مفتِّشة»! وجاء من ناضل طويلاً لتغيير مسماها إلى: «موجِّه» و«موجِّهة»! ساخراً من عقليات سلفه الرقابية البالية! ثم جاء من سخر من عقليته «الأبوية الوصائية»، وناضل طويلاً ليجعلها «مشرفاً تربوياً» و«مشرفة تربوية»! ولعل هناك من يناضل الآن لتغييرها إلى «ضيف شرف»، و«ضيفة ....»! ماذا؟ هل تعرف «مضافة إليها» أنثى؛ منعاً للاختلاط، ولو كان عارضاً؟!ولتعرف ما حدث لطبيعة المسمى بغض النظر عن الاسم؛ فلابد أن تقف على صلعتك البهية، لتساير حركة هذا الكوكب «الميتافيزيقي»! ربما فهمت عندها سر تغيير مسمى «النشاط المسرحي»، إلى «النشاط الاجتماعي»، ثم إلى «النشاط ويخب»! وربما ضممت صوتك لصوت «الأخ/ أنا» حين اقترح: أن تُستَحدثَ إدارة باسم/ «تغيير المسميات»، تتحمَّل ميزانية تنفيذ «اللوحات» و»الأبواك»، و»الأختام» الجديدة، والتخلص من القديمـ/ـآآآآآآآت!أما إن ضممتَ صوتك لمن يلومنا على كثرة انتقادنا للوزارة ويقول: هل تعلمتَ في كوكبٍ آخر ياهذا؟ فيسعدنا أن نقدم لك مثالاً حياً على الهواء مباشرة، على ما تعلمناه من مهارة «تغيير المسميات»؛ حيث أطلقنا على «وزارة الثقافة والإعلام» مسمى: «وزارة الشجاعة والإقدام»؛ لفسحها كتب «القصيبي»، ولتأكيد معالي وزيرها الدكتور/ «عبدالعزيز خوجة» على تجنيح الرأي حراً طليقاً بلا سقفٍ يحده؛ ولو جاوز برج الوزارة نفسه!أما اليوم فقد فرضت على التاريخ اسماً إضافياً هو: «وزارة الوفاء والإكرام»، نظير ما دأبت عليه من تكريم رموزنا الثقافية، الأحياء منهم والأموات! فمنذ عامين لا يكاد يمر أسبوع، دون أن تقرأ وتسمع وتشاهد حضور معالي الوزير حفلاً تكريمياً، لشخصية خدمت الوطن هنا أوهناك! ونحن نعلم ما يكابده معاليه من مشقةٍ في ذلك، ونعلم كم مرةً ألغى أو أجَّل ارتباطاتٍ رسمية للوزارة؛ حرصاً منه على المساهمة في هذا السلوك الوطني «شخصياً» و«اعتبارياً»، مع تأكيده كثيراً على أنه من واجباته، وأن المستنكر أن تقصر الوزارة فيه أو تستهين به! ولكن ـ ألكن من أي «لكن» شيحية ـ ماهو التكريم المطلوب من الوزارة؟ وكيف يجب عليها القيام به؟إن إقامة حفلةٍ لتكريم رمزٍ ما، تبدأ بكلمات الإطراء أوالتأبين، وتنتهي بتسليم درعٍ تذكارية له أو لورثته: واجب يستطيع القيام به أفراد، كسعادة الوجيه/ «عبدالمقصود خوجة»، أو مؤسسات تتبع الوزارة كالأندية الأدبية والجمعيات! وهو تكريم لـ»شخص» الرمز، أما المطلوب من الوزارة فهو تكريم «إبداعه»: فتكريم «أحمد السباعي» يكون بتحقيق الوزارة حلمه بإنشاء مسرح وأكاديمية للفنون! وإنشاء «الصندوق التكافلي» الذي طالما طالب به حفظاً لكرامة المثقفين والمبدعين! وتكريم «حامد دمنهوري» يكون بتحويل روايتيه المهمتين إلى عملٍ تلفزيوني لائق! وتكريم «محمد الثبيتي» يكون بتفريغ أكبر عددٍ من الباحثين لدراسة شعره، وترجمته، ونشره في المملكة وخارجها! وهلمَّ وفاءً وتكريماً!!So7aimi@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store