Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

أسرار داخل الغرفة!

A A
غالبية البشر لديها أسرارها، وتكمُن هذه الأسرار داخل الغرف، ومنها غُرف مُغلقة دوماً، ومنها ما يكون مُتاحاً للعامة بعد فترة من الزمن، ولكن الميزة المُشتركة أنها أسرار يتساوى فيها أصحاب الغرف في الشرق والغرب..!

أتعلمون يا سادة ما هي هذه الغرف..؟

إنها «الغُرف التجارية» في مدننا، ومحافظاتنا، ومكمن الأسرار -والذي سنكشفه هنا- أن بعض أعضاء الغرف التجارية «تُجاّراً، وصناعيين» لا يفوزون بالانتخابات الاّ بعد «وعود وهمية» وبعد تحالفات قوية مع القوى المؤثرة الأُخرى وغالبيتهم تتلاشى -وهذه ميزة أُخرى لهم- وعودهم وتنكّشف الحقائق وتتبخر الأحلام حين يتم ترشحه و»فوزه» في الانتخابات، وما إن يدخل المجلس إلاّ وتكون شركاته وموظفوه بارزين في الغرفة..!.

ما إن يفوز «فلان» إلا وتجد أن «برنامجه الانتخابي» قد طويت صفحاته وانتهت مهمته كون ما بُني في السابق وما دُفع من إعلانات في الشوارع، والصحف وغيرها ليس الّا ليكون بطل السباق، وما إن يلج «باب الغرفة» حتى تكون الأسرار، والعمليات السرية والتخطيط للإنجازات الشخصية والتي هي بعيدة كل البُعد عن هموم الوطن والمواطن، وبعيدة عن ما قاله أيام الانتخابات وبرنامجه الانتخابي..!!.

إن انتشار «صور المرشحين» في الشوارع، وإزعاجهم لنا في الاتصالات وتوظيف النساء لجلب أكبر عدد ممكن من الأصوات، يعتبر ظاهرة سلبية، ولو تمعنَّا في سير برنامج أحدهم لوجدنا أنه مُكرر دون إستراتيجية واضحة، بل هو كلمات رناّنة توحي بعدم المصداقية وأنها فقاعات وأحلام ومجرد وعود وهمية..!!

ما أتمناه من (وزير التجارة) أن تكون هُناك «حوكمة» لهؤلاء المُرشحين وبرامجهم، وكلٌ يقدم برنامجه الانتخابي لهذه «اللجنة» قبل سنة لتتمكن اللجان من إقراره أو رفضه، وهُناك «بنود وشروط» لهذه البرامج ومدة تنفيذها والكيفية التي ستُنفذ بها وتكون هُناك لجان رقابة فيما بعد الانتخابات وكيف وإلى أين وصلت مراحل التنفيذ، حتى لا تكون وعوداً «تطير في الهواء» لمُجرّد أن يكون المرشح داخل غرفته مُتشبثاً بأسراره وملفات انتخاباته..!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store