Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الهلالي يحذر من 6 حوارات يتصدرها «البيزنطي والسطحي»

الهلالي يحذر من 6 حوارات يتصدرها «البيزنطي والسطحي»

قال: إن الهدف فهم وتقبل الآخر وليس إقناعه

A A
حذر الدكتور أحمد بن عيسى الهلالي عضو هيئة التدريس في جامعة الطائف والمسؤول الإداري بنادي الطائف الأدبي الثقافي من 6 أصناف من الحوارات ومغبة الوقوع في شباكها، مضيفاً أنها غير بناءة وتشمل الحوار البيزنطي وهو محاولة التفوق على الخصم بأي وسيلة، وكذلك حوارات التعجيز، والاستكبار، والذل، والسطحي، والحوار الطائش.

جاء ذلك في اللقاء الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالتعاون مع النادي الأدبي الثقافي بالطائفالاسبوع الماضي، بعنوان (الحوار بوصفه ثقافة) بإدارة حسن عبد الرحيم، وقد بدأ الهلالي حديثه بشكر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ممثلا في عبدالله العمري المشرف على المركز بالطائف كما قدم شكره للنادي الأدبي الثقافي بالطائف لاستضافته اللقاء، ثم ذكر تعاريف الحوار والجدل والمناقشة والمناظرة.

وتحدث عن الفرق بين الحوار والجدال وهو أن الجدال شدة في الكلام، مع التمسك بالرأي والتعصب له، فإخوان الصفا يعرفون الجدل أنه «صناعة من الصنائع، ولكن الغرض منه ليس هو إلا غلبة الخصم والظفر به كيف كان».

وأما الحوار فهو مجرد مراجعة الكلام بين الطرفين دون وجود خصومة بالضرورة، بل الغالب عليه الهدوء والبعد عن التعصب.، وفرق بين الحوار والمناظرة بأن المناظرة أدل على النظر والتفكر، والحوار أدل على مراجعة الكلام وتداوله.

الحوار الفكري

كم تحدث الهلالي عن الحوار الفكري وقال أنه من المهم التنبه إلى مرجعية الحوار وأسبابه.. فالحوار الذي يأتي عارضا حول الزمن أو الطقس أو المواصلات، أو في مجالس الأنس والسمر غالبا يسمى حديثا ومحادثة. وقال إن موضوع الحوار ليس بالسهولة التي نتصورها، بل يحتاج إلى تصور دقيق لأبعاده ومقتضياته، ولعل أهم القيم التي يبحث عنها المتحاورون الجادون تكمن في غايات الاحترام وقبول الآخر وفهمه وصولا إلى قيمة التعايش وبناء جسور تبادل المنافع وإعمار الأرض في ود وسلام. وأشار إلى 5 بيئات لا ينمو فيها الحوار تشمل: التعصب، ورفض الآخر، والتباغض، وأحادية الفكر والتوجه، ومعاداة التنوع والتعدد.

جهود مركز الحوار الوطني

وتحدث الهلالي عن الحوار على مستوى الوطن، حيث قال: لقد أسست الدولة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فاختيار اسم الملك عبدالعزيز لهذا المركز يحمل عمقا معلوما في وجدان الإنسان السعودي، فهو موحد هذه الأرض الشاسعة بكل مكوناتها الديموغرافية المختلفة، وسيكون المركز مظلة لتنشيط الحوار بين المكونات الفكرية، ومنارة لإشاعة ثقافة الحوار بين أبناء الوطن، وبينهم وبين المجتمعات الأخرى خارج الحدود.

ثم بدأت مداخلات الحضور من الجنسين والتي تخللتها بعض الأسئلة حيث تداخل رئيس النادي الأدبي الثقافي بالطائف عطا الله الجعيد مثيرا قضية ماحدث بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة حول تجديد الخطاب الديني وما حدث من لغط حول هذا الموضوع في وسائل التواصل ووسائل الإعلام، تداخل بعد ذلك عدد من المثقفين والإعلاميين بطرح بعض الأسئلة على المحاضر وعبدالله العمري الذي كرم في نهاية اللقاء الدكتور الهلالي

تعايش وليس إقناع

وقال إن الحوار هدفه فهم الآخر، وتقبل وجهة نظره، وليس شرطا أن يكون هدفه إقناع الآخر بوجهة نظرك والحوار البناء مع الآخر المختلف لا يقوم على اعتبار الآخر منحرفا أو ضالا، وأنني بحواري معه سأبصره وأهديه وأجعله مثلي، بل يكون بناءً إذا قام أساسا على اعتبار أنني أحاوره لأفهمه وأعرفه بكيفية مباشرة، وأستطيع بناء على ذلك التعايش معه. مشيرا إلى مقولة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ـ ومقولة علينا أن نغتني بخلافاتنا (بول فاليري).

الحوار في الإسلام

واضاف أن الحوار أصيل في ثقافتنا العربية والإسلامية، فهو منهج رباني، يظهر في العديد من الأساليب القرآنية التي يجب أن نتأملها ونتوقف عندها لمعرفة قيمة الحوار، ومن أمثلته في القرآن: ـحوار الله مع الملائكة، ومع الرسل. و مع إبليس. وهناك مستويات أخرى للحوار في القرآن الكريم، حوار الأنبياء مع أقوامهم، وحوار أهل الأعراف يوم القيامة، وحوار السحرة مع فرعون وموسى، وبلقيس مع سليمان، وغيرها.

وهو من الصور البارزة في السيرة النبوية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولعلنا نتذكر الحوار الذي دار بين النبي وبين الأنصار بعد معركة حنين، حين قسم الغنائم على المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store