Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

اختطاف (العصفور الأزرق)..!

صدى الميدان

A A
* كأي وسيلة تواصل جديدة بدأ (تويتر) بداية قوية، جعلته يواصل الصعود في مؤشر الأكثر تأثيراً، حتى وصل القمة، ولأن الوصول للقمة سهل، والصعب في أن تحافظ على بقائك فيها، فالعصفور الأزرق ليس لجناحيه الصغيرتين القدرة على أن يقاوم الصواعق، التي لا تضرب إلا القمم، كما أن رئته (الصغيرة) ليست مؤهلة لأن تتكيف مع تناقص أكسجين المناطق المرتفعة.

* وعليه فهو اليوم كانطباع شخصي، يسير على خطى طيبة الذكر (نوكيا)، فلم يعد تويتر رغم محاولات المقاومة بذات ثقل البداية، ولا بقوة صوته الذي كان (يلعلع)، بل ويضرب في عمق أي قضية، فتويتر اليوم ليس أكثر من فيل ضخم هرم، لم يعد له من القدرة سوى أن يُقاد إلى حيث ما يراد له من وجهة.

* حقيقة مؤسفة نعم، وما من سبب سوى (المال) الذي ما إن يدخل على أي منظومة من باب (المصالح الشخصية) إلا ويفسدها، ويحيلها إلى شذر مذر، لا يمكن لها معه أن تلم شتات أمرها، ولا حتى أن تعود إلى سابق عهدها، حيث هيلمان (الأول)، وزهو نيل ثقة الآخرين، تلك الثقة التي قد تكتسب بكلمة، وتفقد بمثلها، فكيف إن فُقدت بسبب أن أصبحت ضد من كنت مع؟!

* المال أحبتي، والحديث عن ساحة تويتر، يشتري لك كل شيء، فقط ماذا تريد أنت، حسابات تنهال عليك من كل حدب وصوب، تقدم عروضها، والمهم كيف ملاءتك المالية، وهل أنت ممن مصداقيته من الممكن أن توضع أمام (مقصلة) إغراء زيادة عدد المتابعين، وزهو كثرة التفضيل، وفخر كم المتفاعلين على تغريدة في ميزان القيمة، ولا حتى وزن (الريشة).

* فيما تظل الإشكالية ليست هنا، فالأعظم من ذلك أنك تستطيع بمالك أن تشتري (التاق) بكبره؛ لتجلس على أريكة (الترند)، وتضحك على مصداقية العصفور الأزرق، بل وتوجهه إلى حيث أن يُقدم للعالم أنك بالأمس لم تنم جيداً أو أن قميصك الجديد لم يعجبك، هذا على مستوى الحسابات الشخصية، وتبقى الطامة عندما يتولى ترويج التاق من في نفسه مرض، من جماعات ومنظمات هدفها هدم القيم، وزعزعة الأمن، وهو ما يُفسر تصدر هاشتاقات رخيصة، معيبة، فضلاً عن أنك في ذات الصفحة تُجبر على النظر إلى عناوين أخبار لو ترك لك الخيار لما بحثت عنها؛ لأنها -من الآخر- في ميزان القيمة لا تعني لك شيئاً.

* وفي ذات السياق تُصدم عندما تُمطر تغريدة هادفة بردود عبارة عن إعلانات عبثية، تتقاطع كلها في اللعب على وتر بيع الوهم، واختصار كل القضايا في قضية واحدة، أحسب أنها لا تخفى على قاطني محمية العصفور الأزرق (التي كانت)، فأحالها المال إلى أرض مُشاعة، يتزاحم فيها الخير والشر، الذي وإن فاخر بكثرة داعميه وأتباعه إلا أنه أبداً لا يمكن أن تكون له في النهاية ضحكة النصر، وللعصفور الأزرق أقول: هل من عودة إلى غصن البداية، حيث جمال المنظر، وأنت في حضن الأزهار، وجمال الأغصان، هل من عودة إلى أن تُحلق في السماء ما وسعك جهد جناحيك، فالأرض التي آثرت البقاء فيها ملوثة بنزعات البشر، وأنت صغير صغير صغير وإن كبرتك الأرقام، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store