Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

ابني علي.. ومرتبة الشرف!!

همزة وصل

A A
يا «علي» لم يعد هذا الزمن للبدْلات الأنيقة و(لا) للمظاهر و(لا) للسيارات الفارهة و(لا) للبطون المنتفخة، إنه زمن الجد، زمن الاجتهاد، زمن العقول، زمن الإخلاص، زمن الركض في كل الاتجاهات من أجل بناء الذات بالعلم والمعرفة. وبالأمس يا سادتي كانت الحفلة التي أعدَّتها وأخرجتها جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، جامعة المؤسس التي احتفلت بخريجيها برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، خالد الإنسان الذي كان يضع يده على رأسه ويصفق باليدين للخريجين الذين وقفوا أمامه وأقسموا بالله على الإخلاص لله ثم للوطن، كانت الحفلة رائعة جداً بحضور سمو الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة ومعالي مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، هذا الرجل الذي صنع من جامعة المؤسس مدينة ضخمة تسكن في عيون مدينة جدة، ونجح بالفعل في أن تكون هذه الجامعة في المقدمة، وتنافس على الصدارة. كان ابني «علي» هو أحد خريجيها من قسم العلاج الطبيعي، وكانت فرحتي بحصوله على درجة البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الثانية فرحة عوَّضت تعب السنين كلها ذلك لأنها انتهت بتفوق والحمد لله على ذلك ولأنه من الصعب جداً أن تتعامل مع عقل وتُربي عقلاً وتبني في روح ابنك عشق التفوق كانت السنين التي مرت كلها عذاب وتعب انتهى ولله الحمد بفرح.

بالأمس يا سادتي بكيت فرحاً بنجاح وتفوق «علي»، وحزناً على فقد والدي، ذلك الجندي الشهم الذي علَّمني حب الوطن، نعم تذكرته ومن ينسى الرجولة والطفولة وأيام حرصه على تعليمي، أيام وجوده الخالدة، أيام روحه التي كانت هي روحي وقصة كفاحه الطويلة من أجل لقمة العيش، يومها كنت طفلاً صغيراً (لا) يعرف قيمة الأبوة و(لا) تعب الآباء وعذاباتهم من أجل الأبناء، ويشهد الله أنني ما تمنيت أكثر من أن يكون حياً يشاركني فرحتي ويضمني بين يديه، لكنه القدر كان والفقد كان و(لا) حول لي و(لا) قوة سوى أن أقول رحمك الله يا سيدي ووالدي الإنسان.

(خاتمة الهمزة).. يا علي قل شكراً لله أولاً ومن ثم لوطنك وجامعتك ووزارة الحرس الوطني وكل الأطباء في مستشفى الحرس الذين وقفوا معك وساعدوك وقل شكراً لكل من علمك وكل من قدم لك يمينه وكن مع المرضى الابن الحنون وقدِّم لهم كل ما بوسعك وزيادة، واحفظ الله يحفظك.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store