Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نحو العالم الأول بمحاسبة المفسدين..

* حينما أطلق الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة شعار (نحو العالم الأول) فهو يسعى جاهداً لتحقيق هذا الشعار على أرض الواقع وحوّله إلى آليات ومنهج عمل في كثير من المشروعات والبرامج التي شهدتها المنطقة مؤخراً، وكان سموه يقول: إن قيم الإسلام هي التي ستأخذنا إلى العالم الأول فالمسلم لا يكذب ولا يسرق ولا يرتشي ولا يف

A A
* حينما أطلق الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة شعار (نحو العالم الأول) فهو يسعى جاهداً لتحقيق هذا الشعار على أرض الواقع وحوّله إلى آليات ومنهج عمل في كثير من المشروعات والبرامج التي شهدتها المنطقة مؤخراً، وكان سموه يقول: إن قيم الإسلام هي التي ستأخذنا إلى العالم الأول فالمسلم لا يكذب ولا يسرق ولا يرتشي ولا يفرط في أمانته ولا يخون وطنه.. ولا يتحايل ولا يعتدي على حقوق الغير.* ثم تشاء إرادة الرحمن وتتعرّض جدة لسيل الأربعاء المشؤوم فذهب من ذهب وخسر من خسر وأعلن المليك الحرب على الفساد والإصرار على فضح المقصرين ومحاسبتهم.* و شاءت الإرادة الملكية أن يكون خالد الفيصل رئيساً للجنة تقصي الحقائق، هذه اللجنة التي أنجزت في وقت قصير ما لم تستطع إنجازه -كماً وكيفاً- جميع اللجان الحكومية التي شكلت على مدى القرون الماضية.. والتي لم تكن تحظى بثقة الجمهور لأنها تعمل في ضبابية وتنتهي غالباً بتوصيات عائمة.* أقول: إن إنجازات هذه اللجنة رغم قصر الفترة وحجم الكارثة وكثرة الملفات وتشعب القضايا والمرجعيات تُؤكِّد أن المنهج النوعي الذي انتهجته اللجنة في أعمالها كان استثنائياً وغير مسبوق.* 60 شخصاً تم إيقافهم حتى الآن وهو رقم لا يمكن تجاهله في أي معادلة قانونية تستهدف محاسبة المفسدين لاسيما وأن بعضهم ظل يرقص لأكثر من ثلاثين سنة على إيقاع الفساد والشفط والتصريف وقدم للوطن هذه الكارثة مع نهاية العقد الثالث لسنين الطفرة لنكتشف أن جدة بلا بنية تحتية، رغم ما صرف عليها من مليارات امتلأت بها جيوب وانتهت بسببها أرواح وممتلكات.* بالتأكيد إن هذه الجهود العظيمة ستكون خطوة هامة نحو العالم الأول فهي تؤسس لمنهج كنا نحتاجه لنقول للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت، وهذا حسابك.* وبالتأكيد أن لدى الأمير خالد الفيصل ضوءًا أخضر لوضع ضوابط وأطر قانونية وإدارية تمهد لإنشاء هيئة عليا أو على الأقل لجان مشابهة في مناطق أخرى تمتد صلاحياتها لتطال وزارات وجهات خدمية فرطت في مسؤولياتها طوال السنين الماضية وباعت على المواطنين أوهاماً وأحلاماً لمشاريع لم تنفذ أو أنها نفذت بشكل مشوّه، ومرت مرور الكرام دون حساب أو عقاب.* نحن نتحدث في مجالسنا بإعجاب عن إنجازات لجنة (نحو العالم الأول) ولكن هل نسمع عن صدور توجيه بإنشاء محكمة استثنائية تضم في عضويتها قضاة من ديوان المظالم والمحاكم العامة والإدارية ومجلس القضاء الأعلى لتكتمل حلقات التنظيم الإبداعي وتتولى إصدار الأحكام الشرعية بحق المدانين تحت إشراف لجنة تقصي الحقائق؟!.* في نظري أنها خطوة جريئة لو تحققت ستعبر بنا نحو العالم الأول بثقة وحزم. وستقدم لجنة جدة نموذجاً فريداً نحتاج إلى تطبيقه في مناطق أخرى في الحرب المعلنة من قائد مسيرتنا ضد الفساد.. فشكراً للجنة وتباً للخائنين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store