Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الدور «العلمي» للجامعات: مركز تعزيز الصحة نموذجًا

A A
تعج الجامعات السعودية الحكومية وغير الحكومية بآلاف الأساتذة في مختلف التخصصات وهم يؤدون دورًا كبيرًا في تسيير العملية التعليمية والبحث العلمي، لكن هناك أدوارًا أخرى غائبة سواء على مستوى الأداء الجامعي أو الجهد الفردي خاصة في وجود تعدد وسائل التناقل الإلكتروني وسرعته وحضوره بين أفراد المجتمع، لا أقول المحلي بل العالمي فتويتر والواتس أب والفيس بك و..... كل ذلك أدوات لتوصيل العلم والمعلومات بل أن المجلات والمواقع العلمية الكبرى والمشهورة تدفع بمنتجاتها العلمية والبحثية عبر اشتراكها بهذه الوسائل لانه لم يعد هناك حاجة للأوراق بل أن أثر التواصل الالكتروني عبر وسائل هاتفية مباشرة مثل مؤتمرات الفيديو والسكاي خفف من عبء إقامة المؤتمرات واللقاءات العلمية التي قد تكلف كثيرًا وتنحصر فائدتها في التعرف على العلماء والباحثين ورؤيتهم لأن ما تقوم به الوسائل التقنية اليوم يسمح للنقاش والحوار والأخذ والعطاء، واضرب مثلا واحدًا لذلك وهو الموقع العالمي للباحثين المعروف ببوابة البحث researchgate الذي يعد بحق الأول عالميًا في التواصل بين الباحثين والعلماء وطلاب الدراسات العليا والباحثين عن المعلومات في جميع التخصصات وأتمنى من الباحثين ألا يفوت عليهم التسجيل به لما له من دور في التنمية العلمية والحضور المتجدد للمعلومة وسهولة التواصل مع المتخصصين في جميع أنحاء العالم.

أعود لأقول إن الدور العلمي للجامعات نحو المجتمع بحاجة إلى تنشيط لكي يسد حاجة المجتمع من خلال تنوع مصادر العطاء وليس فقط من خلال إقامة المحاضرات إنما بإنشاء مواقع علمية متجددة، هذا اللون من العطاء الجامعي يكاد يكون مفقودًا، وبمراجعة مواقع أساتذة الجامعات والأقسام العلمية تجدها ذات دور محدود يقتصر على ذكر السير الذاتية وبعض التعريفات المحددة وإن كان هناك اليوم قلة قليلة جدًا مشاركة عبر جهودها الفردية في الحوار العلمي عبر تويتر أو وسائل أخرى إلا أن الإنتاج العلمي عبر وسيلة الواتس أب وهي الوسيلة الأسرع انتشارًا يكاد يكون معدومًا ولذلك تنتشر المعلومات الخاطئة طبيًا واقتصاديًا وبيئيًا وتاريخيًا وبيولوجيًا وشرعيًا وهندسيًا ونفسيًا وكل العلوم ولا يقتصر الدور العلمي على هذا النوع من المنتج الجامعي بل يجب أن يكون للجامعات دور تطبيقي وتثقيفي.

ومن هذا المنطلق أوجدت بعض الجامعات مراكز متخصصة ومن ذلك ما استحدثته جامعة الملك عبدالعزيز بإيجادها مركزًا متخصصًا يؤدي دورًا تثقيفيًا وتطبيقيًا في مجال تعزيز صحة المجتمع تحت اسم مركز تعزيز الصحة وهو الأول من نوعه على مستوى الجامعات يتناول أهم مستجدات الأمراض ليكون له دور في تثقيف المجتمع بها وقبل ذلك نشر الوعي الصحي بين طلاب وطالبات الجامعة وحقق المركز العديد من الملتقيات والندوات والدورات وورش العمل والمحاضرات التوعوية في العديد من الجوانب الصحية ولمثل هذا يجب أن تتحرك الجامعات نحو طلابها ومجتمعها، وقد التقيت المشرف على المركز الدكتور محمد الربيع ومدير المركز الدكتور محمد الزهراني وكلهما عطاءً وحماسًا لهذا الجانب من الدور العلمي لجامعتنا التي نعتز بها دائمًا جامعة الملك عبدالعزيز ولأهمية هذا المركز والدور المناط به فانه يرتبط مباشرة بمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي مما يمكنه أكثر في أداء مهمته.. وفقنا الله لخدمة مجتمعنا وحفظ الله علينا ديننا ووطننا وقيادتنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store