Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«الحنيني».. خبز صحراوي ينعش الأسر المنتجة بالقصيم

«الحنيني».. خبز صحراوي ينعش الأسر المنتجة بالقصيم

A A
جذبت فعاليات مهرجان الحنيني الرابع الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بعنيزة، لمدة عشرة أيام في سوق المسوكف الشعبي الكثير من الأسرة المنتجة حيث يسهم المهرجان في توفير نقاط بيع للأسر المنتجة التي تقوم بإعداد هذا المنتج لتنشيط الجانب الاقتصادي لمنتجاتهم والتي تصل إلى أكثر من ١٠٠ ركن لعرض منتج الحنيني وبقية الأكلات الشعبية وعربات الأطعمة، إضافة إلى مشاركة العديد من الدوائر الحكومية والشركات الغذائية في المهرجان عبر مواقع مخصصة لهم في ساحة سوق المسوكف الخارجية.

واشتملت الفعاليات على عروض ترفيهية ومسرحية وأركان لتسويق المنتج والتعريف بمراحل تصنيعه، إضافة إلى الفنون التشكيلية والتصوير وفنون النحت وعربات الأطعمة، ويهدف المهرجان الذي يقام بتنظيم من الغرفة التجارية الصناعية بالمحافظة، إلى دعم الأسر المنتجة ورواد ورائدات الأعمال والتسويق لمنتج الحنيني، كإحدى الأكلات الشعبية الشهيرة في فصل الشتاء المبتكرة من التمر، إذ يعـد الحنيني من المنتجات المعروفة بالقصيم نظير مذاقه الشهي وفوائده الكبيرة كمنتج اقتصادي للأسر المنتجة.

وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة والمشرف العام على المهرجان خالد بن محمد الصيخان أن المهرجان يشهد تنظيم برنامج حافل يتضمن على العديد من الفعاليات المميزة والترويجية المساندة تناسب كافة الفئات العمرية، مثل الفعاليات الخاصة بمسرح الأطفال وعدداً من المسابقات اليومية للزوار والألعاب الشعبية، إلى جانب برنامج التاجر الصغير لتنشئة الأطفال ليصبحوا تجار المستقبل، وإقامة الدورات التدريبية لتعزيز المعارف بهذا المنتج الغذائي من خلال تنظيم العديد من الدورات التي ستسهم بصناعة جيل جديد من الأسر المنتجة، وإقامة الأسواق الشعبية والحرف اليدوية ولقطة الشتاء في أستوديو الحنيني والجلسات الممتعة في مقهى الحنيني والعديد من الأنشطة المتنوعة.

وبين المشرف العام على المهرجان خالد بن محمد الصيخان أن غرفة عنيزة حرصت على تحقيق أهداف المهرجان التي تتوافق مع رؤية 2030 في تنشيط الحراك الاقتصادي بإتاحة المجال للأسر والشباب بالتكسب وإيجاد مصدر رزق لهم وتشجيع السياحة الداخلية عبر أنشطة ترفيهيه جاذبة ومميزة.

ويعد «الحنيني»، من المأكولات أو المخبوزات الصحراوية الشهيرة المرتبطة بفصل الشتاء في منطقة نجد وهي من الوجبات التي كان الرجال يعدونها في ترحالهم، وكان في السابق يعرف بقرص الجمر أو قرص الرمل والذي يتم إعداده من القمح الأسمر والطحين الأبيض ويوضع فوق الجمر مضافاً إليه التمر بعد نضجه عندما يقطع الخبز ويفرك مع مقدار من عجينة التمر والزبد أو السمن ويسخن على النار ثم يفرك باليد، عند ذلك يتحول إلى وجبة غذائية متكاملة بسعرات حرارية عالية قوامها معجون التمر الذي يضفي عليه مذاقاً خاصاً ويجعل منه وجبة مقاومة للبرد وتمد الجسم بالطاقة والحيوية طوال اليوم.

وفي مراحل لاحقة وبعدما دخلت المرأة في تصنيعه استعاضت بالقرصان بدلاً من خبز الرمل، وأصبح يتكون في أساسه من القرصان والتمر وأضيف له الليمون الأخضر كعنصر أساسي، وانتقل من منطقة نجد إلى عموم بلدان الخليج بنفس الاسم «الحنيني» مع بعض الإضافات البسيطة التي تميز على سبيل المثال حنيني قطر عن حنيني عمان أو الكويت وهكذا.

وترجع تسمية «الحنيني» إلى قبيلة أو فخذ الحنانية الذين اشتهروا بتصنيعه وعرف عن طريقهم ولا زالوا يحتفظون بأسراره ونسب مقاديره، وفي السنوات الأخيرة تحول «الحنيني» إلى صناعة التعليب عن طريق المخابز والحلويات التي أضافت له بعض المحسنات والألوان والنكهات الصناعية وصنعته بكميات ومقادير تجارية، بينما بقي «الحنيني» المنزلي خصوصاً في القصيم محافظاً على مذاقه ومكوناته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store