Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سعودة النصب والشعوذة !

وُلدنا، ورضعنا، ونشأنا، وترعرعنا على أننا مجتمع الفضيلة الوحيد في العالم! هل لديك اعتراضٌ لا سمح الله؟ إنها الحقيقة مهما استعرضت... هاه رجعنا للاعتراض؟

A A

وُلدنا، ورضعنا، ونشأنا، وترعرعنا على أننا مجتمع الفضيلة الوحيد في العالم! هل لديك اعتراضٌ لا سمح الله؟ إنها الحقيقة مهما استعرضت... هاه رجعنا للاعتراض؟ حسنٌ: مهما «استرضعت» من حوادث نشرتها الصحف الورقية الرسمية؛ ناهيك عما تنشره صحف «يقولون» الإلكترونية بمناسبة اللائحة الجديدة! ناهيك عما تصدره «الهيئة» من أرقام فلكية أدخلتنا موسوعة «غينيس» للرذيلة!! وقد دأبنا على تحميل «الوافدين» مسؤولية «بلاوينا» بكافة ألوانها؛ كتهريب وترويج المخدرات في شبابنا الصالحين الغافلين، الذين لا يسافرون إلا للجهاد! و«شباباتنا» الصالحات، القطط المغمضات، اللواتي لا يخلعن القفازات، ولا يلبسن العباءات إلا على الهامات! ورغم انتشارها المفزع في مختلف شرائح المجتمع، فلا فرق بين إمام مسجد جامع، وبطل «درَّاجات»، ولا بين بنت «ناس» وبنت «أبالسة»! حتى خُيِّلَ إليك أن هؤلاء «الوافدين» الخبثاء يستغلون العواصف الترابية، والسحب الركامية، ومداخن مدننا الصناعية، ومدافن «جدة غير»، في نشر هذه الآفة؛ ليستنشقها «الشعب الملائكي» رغم أنفه ورئتيه! رغم ذلك ظللنا نلقي باللائمة على الصحافة التي تبحث عن الإثارة، ولو بتشويه صورة مجتمع الفضيلة الأوحد، إلى أن صرَّحت الجهات الرسمية مؤخرًا بأنه: «لولا وجود الأموال وغسيل الأموال لما وجدت هذه البضاعة سوقًا رائجة»! ولن تعدم من يضع إصبعه في عينك: أرأيت؟ إنهم «الوافدون» ما غيرهم! متى وجد السعودي أموالًا يغسلها، وهو الذي لا يحسن غسل ثوبه يا حرام؟! و«الوافدون» قطعًا هم المسؤولون عن انتشار الشعوذة، حيث تؤكد الإحصاءات والدراسات: أن «السعوديِّينات» أو «السعوديَّاتين» - مزج بين الذكور والإناث، احفظوه من الآن فصاعدًا - يدفعون المليارات لإيقاع «البلاء» ببعض، أو رفعه عن بعض! ولا فرق بين «زعيط» المحسود على زواجه بـ»معيطة»، وكأن لم يتزوج من هو «أزعط» منه بمن هي «أمعط» منها، وبين كاتب «عدل ما»، في «محكمةٍ ما»، في «مدينة منورةٍ ما»! نعم، نحن في المجتمع «الوحيد» الذي يصلي الجماعة! والوحيد الذي يغلق الحياة وقت الصلوات، ويستخدم المايكروفونات الملعلعات؛ عنادًا في قرارات بعض الوزارات! ولكن ما الفائدة والعمالة الوافدة تشكل الأغلبية في أكبر المساجد والجوامع؟! أما النصب فكل ما تسمعه عن تورط سعوديين إنما قام به «مكفولوهم» بأسمائهم! حتى ما تتوهم أول وهلة أنه سعودي 100%، كالخبر الذي نشرته «المدينة» يوم الاثنين 24/1/2011، عن «نصاب الشرهات»، الذي يطوف بعض القرى الفقيرة ويأخذ أجر تعقيبه (400) ريال فقط لاغير عن كل «شرهة»، أو «منحة» قد تبلغ الملايين! فلا شكَّ - ولا تطريز ولا تخريم - أنه تعلم ذلك من «مكفوله» الذي يجلب مئات التأشيرات من بلده، ولا يأخذ أكثر من (1000) ريال! ومع تأكيد أن العمالة هي سبب كل بليِّة، فقد نضجت تجاربنا في هذه «البلاوي» تحديدًا؛ بحيث يمكننا الاكتفاء الذاتي وسعودتها فورًا، أسوةً بالبنوك التي سعودت وشرعنت مصرفية «مرتاع البال»! وكن سعوديًا، وافترس ضحية سعودية! So7aimi@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store