Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

زیارة لاریجاني للبنان تعید نظر الداعمین!

A A
في الوقت الذي كان اللبنانیون یسارعون فیه إلى تحسین وضعهم الاقتصادي بعد منح الثقة للحكومة الجدیدة برئاسة (حسان دیاب) ویتطلعون فیه إلى استقطاب الدعم الأمریكي والخلیجي على وجه التحدید، جاءت زیارة رئیس مجلس الشورى الإیراني (علي لاریجاني) لتهدم كل ما كانت بنته وتتطلع إلیه الحكومة الجدیدة التي لاقت وعودًا من بعض الدول للتدخل لمساعدتها، جاء (لاریجاني) لیعرض مساعدة لبنان وتحسین أوضاعه الاقتصادیة والتعاون معه في مختلف المیادین الصناعیة والزراعیة والاقتصادیة في وعود كاذبة لا تستطیع بلاده تحقیقها، ووصف محللون لبنانیون الزیارة بقولهم بأنها سیئة، وتكرس النفوذ الإیراني في لبنان، وتمكن حزب الله من السیطرة على الحكومة، بالإضافة إلى أن الزیارة أوحت وكأن الحكومة من صنع إیراني، والكل یعلم بأن إیران لن تكون قادرة على الإیفاء بوعودها تجاه لبنان، لأنها محاصرة اقتصادیًا، وتعیش وضعًا اقتصادیًا حرجًا في الداخل، ولقد أعطى لاریجاني في تصریحاته العالم فكرة بأن للبنان دورًا محوریًا في الاستراتیجیة الإیرانیة حینما قال أنه جاء من أجل الحاجة لفتح حوار وتشاور أوثق بشأن القضایا المختلفة بسبب المؤامرة في المنطقة، وأن سوریا ولبنان دولتان مهمتان في محور المقاومة.

هذه المرة لم یأت (لاریجاني) لیقدم للبنان (خاتم سلیمان) فحسب، بل ومحذرًا إیاها من الاعتماد على مساعدات المملكة والأمارات، لأنه على حد قوله تقدمان (كلام لا یتخطى الوعود).. وهنا یجب أن نتوقف عند هذا التصریح، ونعمل مقارنة بین ما قدمته المملكة للبنان وما قدمته إیران، لیكون على درایة تامة هو ومن یتعاطف معه من القوى اللبنانیة لما قدمته المملكة للتذكیر فقط، فالتقاریر الدولیة تثبت بأن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة للبنان خلال الفترة الواقعة بین 1990 و2015 تربو على 700 ملیار دولار وتشمل المساعدة في الاستثمار، والمنح، والهبات، والقروض المیسرة، وودائع البنوك والمصارف، عدا الودیعة المالیة البالغة (ملیار) دولار خلال حرب 2006 و700 ملیون دولار لإعادة إعمار لبنان، وتمویل صفقة أسلحة الجیش اللبناني البالغة ثلاثة ملیارات دولار، بینما لا تتعدى حجم المساعدات الإیرانیة للحكومة اللبنانیة مبلغ 100 ملیون دولار، ومساعدة حزب الله بـ200 ملیون دولار، لا توجد مقارنة أبدًا، وهذا یعرفه اللبنانیون جیدًا، ولا یحتاج إلى دلائل.

بقي أن نلفت انتباه السيد (لاريجاني) بأن المملكة تقدم مساعداتها مباشرة للحكومة اللبنانية والمؤسسات الشرعية، مثل الجيش اللبناني، والبنك المركزي، بينما تذهب مساعدات إيران لحزب الله، ومؤسسة الشهيد، ومؤسسة جهاد البنا، كان الله في عون لبنان، فكلما داوى جرحًا نكأت إيران له جرحا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store