Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

إعلامنا الخارجي وإنقاذ مؤسساتنا الصحفية!

A A
* السنوات الماضية أتَاحت لي زيارة أكثر من (30 دولة حول العالم)، وفيها تأكد لي بأنّ شريحة واسعة من مجتمعاتها تغيب عنها حقيقة ما يحدث في بلادنا من تطور وتنمية شاملة في شتى المجالات؛ فما زال يسكن في صفحات الذاكرة عندها صَحراوية أرضنا وخيامها، وبدائية شعبها ومحدودية إمكاناته وقدراته.

* أما الأهم فجهل أولئك بمواقف (المملكة) الصادقة والعادلة تجاه مختلف القضايا، وجهودها الكبيرة في دعم ومساعدة أشقائها العرب والمسلمين بخاصة، والمجتمع الإنساني بعامة، وما هو أخطر أن عقول بعض أولئك قد تسللت إليها صور سلبية عن سياسات وطننا ونبض مجتمعنا؛ لِمَا أنهم وقعوا تحت سيطرة حملات وهجمات إعلامية شرسة وممنهجة من دول وأنظمة ومنظمات وأحزاب معادية وحاقدة لا هَمَّ لها إلا تَشويه كُلِّ ما هَـو سعودي؛ مستغلة غياب وسائل إعلامنا عن المشهد.

* ولذا أرى أن أهَم الملفات الساخنة التي حقّها أن تكون في صدارة اهتمامات وأولويات (معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي)، (إعلامنا الخارجي) الذي -رغم اجتهادات ومحاولات القائمين عليه- مازال محصوراً بمحدودية الانتشار، والبُعْد عن التأثير الإيجابي في الآخر؛ وغير قادر على مواكبة مكانة (مملكة الإنسانية) ودورها المحوري على الساحتين الإقليمية والدولية.

* وبالتالي ما أرجوه من (الدكتور القصبي) الاهتمام بهذا الملف وإطلاق مشروع وطني مكتمل الأركان لتطوير كوادره وأدواته، بواسطة برامج تنفيذية، تحكم على فاعليتها قياسات علمية ومؤشرات أداء صادقة؛ تكون غايتها وصول صَوت بلادنا ورسالتها النبيلة لكافة شعوب الأرض بلغاتهم، ومن كبريات قنواتهم ومَنَصّاتهم الرقمية، والتعاون في هذا الإطار مع سفاراتنا وملحقياتها الثقافية؛ لاستثمار علاقاتها وخبرتها في الدول التي تستضيفها، ومعرفتها بطبيعة مجتمعاتها والأدوات والقَامَات التي تُشَكِّل رِأْيها العام.

* أخيراً «مؤسساتنا الصحفية» ساهمت في بناء الوطن وتنميته وكتابة ثقافته، وصفحاتها ترصد ملامح من تاريخه وكفاح قادته وأبنائه، وهي اليوم وإنْ كانت تُعاني من شُحّ الموارد، إلا أنها تبقى الأقرب للمتابعين، والمصدر الأكثر مصداقية عندهم - رغم سطوة الإعلام الجديد-؛ فهذا نداء لــ(معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي) الذي أثق بإخلاصه، ومهاراته الإدارية؛ لإنقاذ تلك المؤسسات، وتسديد دونها، وقيادة قِطار تطويرها لتواكب تحديات الواقع والمستقبل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store