Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

السعوديون والإدمان الرقمي!

A A
* بداية من العام 1997م، وُلِدت للبشرية دنْيَا مختلفة؛ حيث ظهر (جوجل)، وقبله بسنة كان البريد الإلكتروني من (HOTMAIL)، ثم جاء الهاتف الذكي سنة 1999م، فأجهزة البلاك بيري، وفي سنة 2006م حضر (الفيسبوك)، ثم لحقه شقيقه (تويتر)، وغيره من مواقع وبرامج التواصل؛ التي صاحـبها عاصفة الأجهزة الذكية المتنوعة.

* حدث ذلك خلال عقد من الزمان تقريباً؛ ليصبح معظم الناس حقيقة محاصراً بكثير من الأجهزة طوال يومه، وفي كل أحواله؛ فساعاته مبعثرة بين مسارات وممارسات جديدة؛ كـ(تَفقّد البريد الإلكتروني، ومتابعة الواتسب، وفيسبوك، وتويتر والكتابة فيها، أو مشاهدة وتسجيل المقاطع المرئية عبر برامجها المختلفة؛ والتنقل من موقع إلى آخر، ومن رابط إلى ثانٍ، وهكذا).

* كل ذلك أفقد الإنسان الكثير من أبجدياته كـ(النوم الصّحي، والذّاكِرة، والعلاقات الإنسانية الحيّة، والاختلاء بالذات، والتنقل، الإبداع، والتّعلم والقراءة العميقة؛ و ....)، وقذَف به إلى أعماق دوامة التّشَتَّت الرقْمِي؛ الذي سَـرق منه وقته وانتباهه وجهده، وأدى إلى إرهاقه، وقد يصل الأمر لأن يُصبح خطراً على حياته.

* الإدمان الرقمي غَدا وأمسى ينال مِنّا ويحيط بنا؛ لذا فقد حان وقت الخلاص من سِجْنِه؛ عبر خطوات منها: (تقييم وضعنا وتشخيص حالتنا مع ذاك الإدمان؛ والبحث الجاد عن ما يشَتِتنَا سواء أشخاصاً أو برامج أو محادثات والبعد عنها تدريجياً، ثم بإرادة وإصرار نركز فقط في استخداماتنا للأجهزة والبرامج الذكية على أهداف معينة، ومهام محددة الوصول لها سيفيدنا، وسيغير حياتنا للأفضل.

* أيضاً من المهم أن يمنح الإنسان نفسه عطلة رقْمِيّة أو تطهِيراً تكنولوجِياً، (ساعات من نهاره، أو يوم من أسبوعه)؛ وذلك بإغلاقه لأجهزة التواصل الإلكتروني كافة، ومعها التلفاز والمذياع، محاولاً الاستمتاع بما يُحِب: (سفَر، زيارات، مَشِي، قراءة، كتابة، استرخاء، تدريب، ... إلى غير ذلك مما يهوى).

* تلك العناوين والتوصيات من كتاب (مصيدة التّشَتّت)، للكاتبة (فرانسيس بووث)، فلعل «مجتمعنا السعودي» يفيد منها، وقد أشارت بعض الدراسات وإحصاءاتها بأنه يهدر (سبع ساعات يومياً) من عمره في تصفح الإنترنت ومواقع التواصل الحديثة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store