Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

السفر إلى إيران خيانة للوطن

A A
حتى كتابة هذه السطور وخلاف ما حصل في دول كثيرة قريبة وبعيدة لم يصل عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد في بلادنا الحبيبة الى حدود تبعث على الذعر، لتكون بلادنا ولله الحمد والمنَّة من أقل دول العالم والمنطقة تضرراً من هذا الفيروس المرعب، على الرغم من أننا محاطون بدول جوار عدة ظهرت فيها حالات تترى، وتزداد هذه الحالات يومياً ما بين مصاب ومتوفىً، ما اضّطر كثيراً من دول الجوار الى تعطيل المدارس والجامعات وإيقاف كل النشاطات التي تقوم على الحشود، بما في ذلك صلوات الجُمع في المساجد في بعض المدن، وقبل أيام قلائل فقط عُلِّقت الدراسة في التعليم العام والجامعي وغيرهما في المملكة، ما يدل على أننا جاهزون ومحتاطون صحياً وخدماتياً بتوفيق الله.

واللافت أن حالات الإصابة القليلة التي شهدتها المملكة إضافة الى كل الإصابات تقريباً في دول الخليج المجاورة مصدرها الأساس: إيران، وقد نقلها مواطنو هذه الدول الذين يترددون على دولة الملالي لأغراض دينية أو مذهبية على الأصح، ولكون دولة الملالي أقل دول العالم تأهيلاً في الرعاية الصحية والإجراءات الوقائية الضرورية نظراً لانهيار كل أنظمتها من ألفها الى يائها بسبب الفساد المستشري وحكم المعممين المتسلط إضافة الى العقوبات الصارمة ضدها.

لكل تلك الاعتبارات فإن نقل العدوى في هذا الكيان المتهالك أمر متناهٍ في السهولة إن افترضنا أصلاً أن أي رقابة تمارس على تحركات الناس داخل إيران أو سفرياتهم منها، كما تفعل كل دول العالم المتقدمة منها والنامية، والغنية والفقيرة على حد سواء.

ومن المضحكات المبكيات ما بثته بعض القنوات من أن بعض المصابين بالكورونا من الشيعة في إيران والعراق يتداوون بآثار المعممين كأن يضعون عباءاتهم على رؤوس المرضى الذين أوشكوا على على الموت أو يجمعون آثار أكل وشرب وغسيل المعممين للتبرك بها والتداوي من الكورونا، وبعض هؤلاء المعممين معروفون بأنهم رجال سياسة من الطراز الأول ولا علاقة لهم بالمذهب أو العقيدة الصفوية. وفي هذا الإطار كله، يهمنا أمر بعض مواطنينا الذين لم تردعهم وطنيتهم ولا انتماؤهم لهذه البلاد المسلمة من أن يسافروا الى إيران بطرق ملتوية عبر دول خليجية أخرى، كالعبور إليها من الكويت أو البحرين، دون ختم جوازاتهم السعودية في إيران لإخفاء صنيعهم الذي نهاهم عنه ولاة الأمر، بعدم السفر الى ايران بالظروف الاعتيادية، فما بالنا بهذه الظروف الاستثنائية التي أصبحت فيها إيران في مقدمة الدول المصابة بالفيروس، وحتى كتابة هذه السطور مات من المصابين العشرات، منهم مسؤولون إيرانيون كبار، وتجاوز حاملو المرض الآلاف.

في تقديري أن من يسافر الى ايران في أي وقت خائن لوطنيته، وهذه الخيانة أفدح وأشنع في هذه الأيام العصيبة، لأنه يعلم أنه سيحمل المرض وينقله الى مواطني بلاده، وقد يعلم أو لا يعلم أن طواغيت إيران يتمنون حدوث ذلك ويسعون لنشر العدوى في بلاد الحرمين، لفرط ما يكنونه في صدورهم من غلٍّ وضغينة ضد العرب، وضد أهل بلاد الحرمين خصوصاً، ولا أدل على ذلك مما فعلوه في الاعتداء على مرافق أرامكو وما يدعمون به عصابة الحوثيين في اليمن من أسلحة وعتاد، ولا يكاد يمر يوم واحد إلا وتُضبط فيه شحنات أسلحة قادمة من إيران لتسليح عصابات الحوثيين في كل المنافذ، من أجل الإضرار بالمملكة والعبث بأمنها واستقرارها. ومن يسافر إلى ايران اليوم فكأنه ضالع في حربها ضد وطنه ومواطنيه، حين ينقل هذا المرض الفتاك من أرض الإفك والضلال الى أرض الحق والهدى والرشاد. ونسأل الله تعالى أن يعين أولي الأمر ويسددهم في توقيع أقصى وأقسى العقوبة على كل من سوَّلت له نفسه السفر الى إيران ليتسبب في أذى لا يعلم مداه وعُقباه إلا الله تعالى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store