Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي

الإعلام: هل يمكن التغيير بنفس الأدوات والأفكار؟!

A A
لتحقيق التغيير والتحولات في المؤسسات، يستعين القادة بمن يمتلكون القدرات على التنفيذ، وتوجيه المؤسسات بكامل منسوبيها، لإحداث التغيير المطلوب، وإبعاد من لا يؤمن بذلك، أو ليس لديه الرغبة في التغيير، بل ومقاومته.

ولإحداث التغييرات والتحولات الكبيرة، لابد من الاستعانة بأشخاص قادرين على صنع التحول، مؤمنين بحتمية التغيير، كما يؤمن بذلك القائد.. إذ لا فائدة من أدوات لا تؤمن بالتغيير أصلًا.. سنجد في كل مؤسسة (أشخاص)، يقاومون التغير والتحول، (إما لأنهم هم أنفسهم)، لا يملكون أدوات التغيير، لنقص في الإمكانات الإدارية، أو القدرات المهارية، (وخصوصًا القيادية)، والتي تستطيع أن تقود وتقنع، أو تزيل من أمامها، أو في طريقها من يقاوم التغيير أو يعيقه.

هذه المقدمة ذكرتها، لأن إعلامنا قد تشبع ولفترات طويلة، (بقيم وتقاليد إعلامية قديمة)، بل وبكوادر، حان وقت تقاعدها.. هذه القيم القديمة والقدرات والكوادر التي لن تستطيع مواكبة وتنفيذ طموحات القيادة، عليها أن تستريح وتترك الفرصة لجيل إعلامي قادر على صنع التحول.

الآن وطننا، يعيش انفتاحًا على العالم ويشهد تدفقًا للزائرين سياحًا أو كرجال أعمال.. بل وقريبًا سيكون هناك اجتماعًا لمجموعة العشرين في المملكة، والذي بلاشك سيسبقه وخلال مدة الاجتماع تدفق المئات من المختصين، بما في ذلك إعلاميون دوليون، من دول كثيرة.

جميع هؤلاء القادمون لنا، بالتأكيد هم متعطشون، لمعرفة المملكة العربية السعودية وما يحدث فيها.. جل ما يعرفونه عن المملكة هو ما تنقله الوسائل الإعلامية الغربية والأجنبية عمومًا، وكثيرًا مما ينقل لهم غير صحيح.

لنقل منجزاتنا وثقافتنا والتحولات والتغيرات الكبرى (في كل مجال) للعالم، لابد من (أدوات جديدة في كل نواحي الإعلام التخطيطية والفنية والبشرية) وأفكارًا مختلفة تمامًا قادرة على خلق إعلام جديد.

ربما هناك حاجة، لإنشاء جهاز أو (هيئة إعلامية سعودية دولية)، تستقطب الكوادر والقدرات الإعلامية، من الداخل والخارج للعمل في هذا الجهاز، لتوجيه رسالة المملكة دوليًا.

هناك أمثلة عالمية إعلامية توضح أهمية الإعلام الموجه للخارج.. الصين مثلًا، لها جهاز إعلامي دولي ضخم، تنقل رسالة الصين للخارج باللغة الإنجليزية والعربية أيضًا.. روسيا عبر قناة روسيا اليوم تبث باللغة العربية والإنجليزية.. كوريا الجنوبية واليابان والقناة الفرنسية (٢٤) أيضًا تبث برامجها وأخبارها للعالم باللغة الإنجليزية.

ختامًا، قد نرى ونسمع قريبًا، عن وضع استراتيجية إعلامية مختلفة، تهتم بنقل صورة مشرقة وجميلة عن المملكة لكل من يزورنا أو يقيم لدينا، أو للعالم في الخارج، لمعرفة حقيقة إنجازاتنا وضخامتها.

فهل سنرى ومن خلال وزارة الإعلام، قرب إنشاء جهاز مختص (هيئة) للإعلام الخارجي الدولي، يستقطب وجوهًا جديدة من الداخل والخارج.

ذكرت في مقالة سابقة (مدينة نيوم الإعلامية)، قبل أكثر من سنة عن أهمية إنشاء هذه الهيئة الإعلامية الدولية.. كما ذكرت في مقالة أخرى تبعتها تحت عنوان، (السياحة وقنواتنا الأجنبية)، بضرورة تواجد قناة تبث باللغة الإنجليزية، على الأقل وذكرت (انه كانت هناك قناة إنجليزية تم إغلاقها، وقيل حينها أنه سيتم إعادة بثها بعد تطويرها...) هل ستبث هذه القناة الإنجليزية قريبًا؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store