ما يحدث في نادي الاتحاد أمر في غاية الخطورة، عميد الكرة السعودية يتهاوى ويقتل بدم بارد نتيجة أخطاء وتخبطات وبكل أسف متكررة.
نقول دائمًا: من يعمل من الطبيعي أن يخطئ، ومن لا يخطئ هو من لا يعمل، ولكن أن تتكرر الأخطاء فهنا الطامة الكبرى، وقبل أن نخوض في الأخطاء وعلى عكس المعتاد سأتحدث سريعًا عن معالجات عاجلة للفريق الاتحادي، فمن خلال متابعتنا لآخر المباريات فالعميد يخسر في آخر الدقائق، وبالأصح في الوقت بدل الضائع، فالدقيقة 90 باتت كابوسًا على الاتحاديين، أمام الهلال خسر المباراة في الدقيقة 90 ويومها انصب التركيز على أخطاء التحكيم وهي بالفعل كانت مؤثرة وسلبت العميد النقاط الثلاث، واتركوهم من إرهاصات الفيديو والفار.
أمام الحزم فقد الاتحاد الفوز في الدقيقة 90، وكاد أن يخسر النقطة اليتيمة بركلة جزاء تصدى لها القائم بدعاء الطيبين، وتكرر المشهد في اللقاء الأخير أمام الوحدة وخسر العميد في الدقيقة 90، وهذا يعني أن هناك تراجعا خطيرا في الدقائق الأخيرة، وحالة عدم تركيز وشرود ذهني، وهنا تكمن المشكلة، وعلى المدرب فابيو كاريلي أن يعالج هذا الخطأ، ولن أعول على الجهاز الإداري المشرف، «ففاقد الشيء لا يعطيه».
بالعودة إلى الأخطاء والتخبطات الإدارية فمن أول الموسم كانت التعاقدات سلبية، يومها نسبت إلى المدرب سييرا، وسؤالي ماذا عن مسايرة سييرا وتسليمه الخيط والمخيط؟
والأدهى والأمر تذكروا معي كيف كان يدافع المشرف عن اختيارات وقرارات المدرب، وكيف كان يمتدح خيمينيز ويدافع عنه ويقول انتظروه فإنه أكثر من يركض في المباريات، ومع الخروج الآسيوي تم إلغاء عقد اللاعب قبل بلوغ مرحلة التغييرات الشتوية، وهنا تكتشف الكوارث الإدارية، وبعدها تم ترديد عبارة انتظرونا في الشتوية، وحينما حلت الشتوية جاءت التعاقدات عشوائية، تُرك للمدرب تين كات اختيار اللاعبين والنية مبيتة لإقالته؟! فكيف يحدث هذا؟! وما هو التفسير غير أن القرارات تتخذ خبط عشواء.. تين كات جلب ليوناردو خيل ومعه بوني، وبعد مغادرته تراجع مستوى الاثنين، وهذا أمر طبيعي ونتيجة للقرارات غير المدروسة.
وبالنسبة لتين كات فقلتها وأكررها اختياره كان خاطئًا.. مدرب عاطل انصبت عليه الملايين، فترك سريره وحضر لملعب الاتحاد ليعبث بالفريق كيفما شاء، إضافة إلى تعامله السيئ، والغريب طيلة الصبر عليه، والمدرب العاطل جاء بلاعب عاطل.. فريق بأمس الحاجة للاعب جاهز، يجلب لاعب منقطع 8 أشهر!!.
بودي أن أتساءل، بوني صاحب اللياقة المحدودة جدًا لذلك يرتكب الأخطاء في آخر الدقائق، تسبب في ركلة جزاء أمام الهلال، وساهم في هدف تعادل الحزم، يفقد كثير من مستواه في آخر الدقائق، ومع ذلك لا يتم تغييره، أتساءل متعجبًا هل هناك بند في عقده يمنع تغييره؟!، وليوناردو خيل أفضل من غيره ومكانه الملعب، وليس دكة البدلاء.
أما صفقة أنيس البدري فتلك قصة أخرى، أعرف جيدًا أن تين كات لم يكن موافقًا عليها، ولكنها القرارات الفردية المتسرعة.. فالبدري يلعب في الطرف الأيمن، والعبود موجود في نفس الخانة، وفهد المولد هذه خانته الأصلية حينما يعود، ويضاف إليهم محترف ثالث، وكأن الجهة اليسرى ليس لها داعٍ.
بالمناسبة البدري كل تونس تعلم أنه مصاب ويلعب مع الترجي بالمسكنات، إلا إدارة الاتحاد والتقرير الطبي الذي أكد سلامته!! صحيح أنه حدث بينه وبين عمار الدحيم احتكاك قوي في التدريب، لكن الأصح أنه كان مصابًا أصلًا، وللآن هو يحاول يستعيد نفسه، ويا خوفي أنه لن يعود إلا بنهاية الموسم.
الوحيد الذي نجح من التعاقدات الشتوية هو البرازيلي برونو أوفيني، وحسب علمي أن التعاقد مع برونو كان باتفاق جماعي، فحينما تحضر الجماعية وتغيب العشوائية تكون القرارات إيجابية.
وعلى ذكر برونو ماذا يملك منصور الحربي من مواصفات قيادية حتى يمنح شارة القيادة، ألم يكن من الأولى أن تمنح لبرونو كونه يمتلك الشخصية القيادية، تابعناه قائدًا للنصر ويقود نجوم كبار لبطولة الدوري، وسبق له أن لعب لمنتخب البرازيل.. لاعب بهذه القيمة يجب أن يمنح تقديره ليبث الحماس في زملائه ويحققوا الأهداف المطلوبة، ليس انتقاصًا لمنصور الحربي، لكنه لا يملك المواصفات القيادية، وموضوع الأقدمية أكل عليه الدهر وشرب، فهناك لغة عصرية يتم التعامل بها مع الفرق الكروية في كل العالم، وغريب أن يكون الاتحاد في معزل عما يحدث حوله، فالعميد كان مدرسة في التعامل وتقديم الدروس، أما الآن فالحمد لله على كل حال.
وفي يقيني أن الأخطاء غير مقصودة، ولكنها قلة خبرة وعدم مشاورة المختصين وتسرع في القرارات عقدت الأمور، لن أقول ارحلوا ولا غادروا، وإنما اعملوا برؤية جماعية.
لست ضد أحد ولا مع أحد، ولكن الوضع خطييير ومقلق والمعالجات يجب أن تكون سريعة وفي نفس الوقت مقننة، تحدثنا في البداية عن خسائر المبارايات في آخر الدقائق، بسبب قلة التركيز والشرود الذهني، وعدم التعامل الجيد مع الكرات الثابتة، وهذه الجوانب يجب أن تعالج سريعًا، والتدخلات في تشكيلة الفريق وقبلها قوائم المعسكر لا بد أن تتوقف، واستشعار اللاعبين بالمسؤولية لن يكون إلا من خلال رؤيتهم باستشعار إدارة الفريق الكروي أولًا بحجم هذه المسؤولية، ومن الأهمية العمل على أعلى وتيرة، أما عدا ذلك فسيتم قتل الاتحاد بدم بارد.