Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

التصويت عن بعد.. في الجمعيات العمومية

A A
في تطور دراماتيكي لمرض كورونا المستجد Couvid19 انتشاره عالمياً خلال الأسبوع الماضي مما حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى إعلان أنه جائحة تجتاح العالم، حيث فرضت جميع الدول مزيداً من الإجراءات الاحترازية، ومنع السفر أو الدخول اليها؛ كما فعلت السعودية حيث منعت استقبال أو سفر مواطنين لـ 14 دولة ومنها الإمارات، والبحرين، ومصر، وتركيا، ولبنان، وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا.. كما تم عمل إجراءات احترازية داخلية ومنها تعليق الدراسة في التعليم العام والجامعي والمهني وأن يكون التعليم عن بعد عن طريق الإنترنت، وهي إجراءات لحماية أبنائنا الطلاب والطالبات.. بل صدر قرار رسمي بإيقاف جميع المناسبات في الفنادق والاستراحات وجميع التجمعات لأكثر من 50 شخصاً وحتى الثقافية والدورات وغيرها.. وأصبحت هذه القرارات موضع التنفيذ.

ولكن نفاجأ أن هناك من يغرد خارج السرب والدعوة لجمعية عمومية للمساهمين والمساهمات للمصادقة على الميزانية في إحدى مؤسسات الطوافة الخميس 17/7/1441هـ، وللمعلومية فإن عدد مساهمي ومساهمات المؤسسة يصل إلى حوالي ألفي مساهم ومساهمة ولم يحضر لتلك الجمعية سوى 13 شخصاً!!، أولاً اتباعاً للتعليمات العليا، وثانياً خوفاً على الصحة..

الغريب في الأمر أن رئيس المؤسسة قد حدد في نفس الليلة موعد الجمعية العمومية الثانية وهو 22/7/1441هـ، وهنا الكثير من علامات التعجب!!، فكيف يحضر الناس تحت هذه الإجراءات الاحترازية المشددة، وثانياً: إن الجمعية العمومية الثانية بمن حضر مهما كان العدد.. ومعنى هذا الموافقة على الميزانية بصرف النظر عن أي ملاحظات عليها ممن تكتلوا مع رئيس المجلس.. مع أن الجمعيات العمومية في مؤسسات أرباب الطوائف هي سلطة عليا في اتخاذ القرارات وتتشكل من المساهمين والمساهمات الذين هم أصحاب الشأن في إدارة أموالهم والتصرف فيها. ودور مشرفي وزارة الحج هو دور المراقب لعملية التصويت على القرارات.

ولكن السؤال المهم هو: أين الحلول التقنية في مثل هذه الأوضاع؟!، فوزارة الحج والعمرة تمتلك ترسانة من التقنيات حتى أنها حصلت على المركز الأول كأفضل جهة تطبق إدارة البيانات الضخمة في المؤتمر الدولي للتشغيل والصيانة المنعقد بدبي في 19 -20 نوفمبر الماضي.. فلماذا لا يكون هناك تطبيق تقني بالتصويت على الميزانيات عن بعد لمؤسسات أرباب الطوائف!؟

بل أن تكون هناك أيقونة خاصة بإضافة ملف أو التعليق في حالة رفض الميزانية.. علماً بأن هذه التقنيات ليست جديدة بل تستخدمها الشركات الكبرى في اعتماد ميزانياتها.. خاصة ونحن مقبلون على مرحلة التحول إلى شركات وانتخابات.. وهنا ستكون العملية الانتخابية وفق أعلى المعايير.. شرط أن تشرف عليها الوزارة ومن أطراف بأعلى درجات المهنية والموثوقية.

كلنا أمل في معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بن طاهر بنتن وهو المعروف بهمَّته العالية ومتابعته لأدق التفاصيل في شؤون الحج والعمرة لاستخدام التقنيات العالية؛ فمنصة الحجز المركزي (مقام) -حسب صحيفة مكة، الخميس 3/7/1441هـ- تعمل بنظام التوزيع العالمي SGDS لجمع ودمج السفر من مجموعة واسعة من مزودي الخدمات الأخرى وتوفر 20 % من أموال المواطنين التي تحصل عليها منصات الحجز العالمية.. حيث إن نظام مزودي الخدمات هذا هو الخامس دولياً، والأول على مستوى الشرق الأوسط.. فهل سيجد المساهمون والمساهمات في مؤسسات أرباب الطوائف هذه التقنيات والتصويت عن بُعد للجمعيات العمومية ؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store