Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

دع القرآن لأهله يا اللاحم!!

A A
قال المحامي عبدالرحمن اللاحم عبارة إن قصدها بمعناها الظاهر فتلك مصيبة وإن لم يقصدها وفي نيته معنى آخر فذنبه أنه لم يستطع أن يعبِّر بالشكل الصحيح، فقد قال عبر تويتر، ولن أقول مغرداً بل متطفلاً بقول أقحم فيه القرآن الكريم والسنة النبوية، ولم يسأله أحد: (لو تقرأ القرآن كاملاً وتقرأ الصحيحين مع سنن الدار قطني؛ فإن ذلك لن يحميك من انتقال العدوى بكورونا إذا لم تتبع التعليمات الصحية).

أولاً.. لن أتكلم عن فصل الدين عن الدولة والحياة العامة والدين عن العلم، فذاك كلام مكرر ممجوج، ولكن أخوض في ما ورد بنص القرآن أنه شفاء، وفيما ورد من آيات التحصين وأذكار الصباح والمساء وأدعية الحرز والشفاء.

وأقول أولاً: مسبب الأسباب رب العباد وهناك من الأسباب ما علَّمها ربنا للإنسان وهي الأسباب المادية المرئية المحسوسة الملموسة، وأمرنا أن نأخذ بها بل فصِّلت وشرحت لنا بالسنة النبوية الشريفة، ومنها عزل المرضى حتى عزل المدن ومواطن الداء والطاعون، وهناك أسباب خفية نتائجها محسوسة وهي غير ملموسة وهو ما يحفظ الله به الإنسان بقراءة القرآن وأدعية التحصين والأذكار ولكنها لن تكون فعالة إلا بدرجة الإيمان والاتكال على الله عز في علاه مع الأخذ بالأسباب ويكف الله بها تسليط وتسلط الأمراض على الجسد الذي ينهكه ما لا يُرى بالعين المجردة من فيروسات ومكروبات، والاستشفاء بالقرآن والأذكار لا ناكر له إلا من به خلل في إيمانه أو في إيمانه ضعف ويعتمد على الماديات وحتى حبة الدواء ألا نسأل أنفسنا لماذا ينتفع بها شخص ولا تفيد في آخر وما ذلك إلا لحكمة يريدها الله إنه هو مسبب الأسباب، والشافي هو مع الأخذ بالأسباب . أما الاعتماد بالكلية على الماديات فهذا خلل في الإيمان.. وقد يقول قائل: لماذا الكفرة يتشافون ويتعافون؟.. أقول: إن الله سخَّر الأسباب بعلمه للكل والفرق بيننا وبينهم أننا نؤمن بأنه عز في علاه مسبب الأسباب وهم شملهم الله بتسخير تلك الأسباب لنا ولهم لحكمة هو يريدها وبالتأكيد لهم من الأعمال الصالحة في الدنيا ويجزيهم بها نعيماً في الدنيا.

مقصد كلامي أننا محاسبون إن اعتمدنا على الأسباب وأيقنا أن فيها النجاة ونسينا مسببها وهذا ما يُفهم من قول اللاحم في تويتر أنه اعتمد بالكلية على الأسباب.

وللعلم مرض كورونا خطره جماعي وعلى المنظمات الصحية والنظام الصحي في البلاد لأنه سريع الانتشار يصعب احتواؤه إذا تفشى ولن تكفي المصحات والمستشفيات المرضى ويسبب انهياراً للمنظومة والنظام الصحي في البلاد ونسبة التعافي منه كبيرة والوفيات قليلة ولكن عدد الوفيات كبير لكثرة الإصابات لأن المسألة نسبة وتناسب.

والله عز في علاه يشفي بالقرآن وأدعية الشفاء كل شخص قارئ لها على قدر إيمانه وثقته برب العباد، فقد كان سيدنا عمر يقرأ القرآن على المريض فيشفى والقرآن موجود محفوظ بحفظ الله ولو قرأه اللاحم ليل نهار حسب ما ورد في قوله لن يفيده بشيء!!.

وأختم: من يحصِّنا من سيئ الأسقام ويحمينا منها التي مصدرها الجسد نفسه مثل السرطان والأورام والجلطات وأمراض القلب والشرايين والضعف والوهن والجنون والكآبة وضيق الصدر والشلل نسأل الله العافية منها جميعها، وهي أخطر مما ينقل بالعدوى..؟، فلو عزل اللاحم نفسه في غرفة معقمة وهواؤها نقي وأكل أكلاً صحياً فلن يحميه منها إلا ربُّ العباد، ثم الإيمان بالتحصين بما ورد في القرآن الكريم وأدعية الذكر والتحصين.

ولن أسيء الظن، بل أقول أخطأت التعبير يا اللاحم، فلا نستعجل بالقول ويحمسنا تويتر أنه سريع الانتشار فقد حُسبت مقولتك عليك وإن لم تكن تقصد المعنى المفهوم منها. فرويدكم أيها المغردون، قولكم محاسبون عليه ومحسوب إما لكم أو عليكم بين البشر والملائكة الكرام البررة وعند المولى عز وجل، «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد».

رسالة

من الهدي النبوي هذا الدعاء الذي لن ينجيك من الأمراض التي ذُكرتْ فيه عزلك عن العالم كله وقبوعك في كبسولة معقمة ولا مال ولا جاه راده عنك إلا الثقة بالله والتحصين منها بالقرآن الكريم وأدعية السنة المطهرة صلى الله وسلم على قائلها (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ).

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store