Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

عاقبوهم.. فلا خيرهم ولا كفاية شرهم!

A A
* القطاع الخاص في أية دولة ركن أصيل، وشـريك رئيس في التنمية، وداعم مهمٌ في الأزمات؛ ولذا فقد شارك بفاعليّة في محاولة معالجة (أزمة فيروس كورونا «كوفيد-19»)، والتخفيف منها، ففي الكثير من الدول قدّمَت شركات كبرى وبنوك، وطائفة من الأثرياء ورجال الأعمال مبادرات مجتمعية متنوعة؛ كتمويل المراكز العلمية في رحلة بحثها عن دواء لهذا الدّاء أو لِقَاحٍ يَقِي منه، وكذا مساندة المؤسسات الصِّحيّة بتوفير المستلزمات والتجهيزات الطبية، وأماكن للرِّعَاية والعَزْل، وهناك تأجيل الأقساط البنكية، والتبرعات العَيْنِيّـَة والمالية لمساعدة المتضررين من الحصار الذي فَرَضَتْه هذه الأزمة.

* وبالعَودة لــ(محيطنا الداخلي) نجد أنّ حكومتنا الرشيدة والحكيمة قد نجحت -ولله الحمد- في إدارة الأزمة، والحّدِّ من خطورتها بقرارات وخطوات صِحّيّة واحترازية حازمة وفَاعِلَة، وحملات توعوية لافِتَة، وبِضَخِّ مَـالي تجاوز الــ(120 مليار ريال) لدعم بعض القطاعات الاقتصادية التي سينعكس ما أصابها من أضرار على المواطنين.

* أمّا (قِطاعنا الخاص) فنعم كان له بعض الحضور في دعم جهود الدولة، والشُّكرُ كُلُّهُ لمن بَادر فأَوفى، ولوطنه ردّ الجميل فأعطى، ولكن حجم المبادرات ونوعيتها لم يأتِ ولم يرتقِ أبداً للطموحات التي رفَع من سَقْفِهَـا الثّقَـة بِوطنية فُرْسَانِه وكرمهم، وبالتسهيلات والامتيازات التي يحظون بها، والتي مكنتهم من تحقيق الثراء السريع والكبير!

* فالمواطنون ما زالوا يتطلعون إلى مساهمة هذا القطاع ورجالاته الأوفياء بـ(دعْمٍ أكثر لأبطال الجيش والشرطة والصِّحة الذين يسهرون على حمايتنا وسلامتنا)، وكذا عطاء أكبر للجمعيات الخيرية التي عليها أن تكثف برامجها، وأن تهتم بأحوال بعض الأُسر التي تأثرت بالأزمة، أو التي رَبُّهَا في «المشافي أو الـعزل الإلزامي».

* والمواطنون أيضاً ينتظرون في كلّ لحظة إعفاء البنوك لهم من بعض أقساطها أو تأجيلها، وأيضاً مجانية الكهرباء والماء والاتصالات أو على الأقل ترحيلها وإعادة جدولتها، والأملُ باقٍ بإطلاق مبادرات وتبرعات لـ(أفراد الأمن الصناعي، وعُمّال النظافة؛ فهم باستمرار يواجهون خطر العدوى).

* أخيراً مِـن هذا المنبر أُنادي بتكريم يليق بكلِّ مَن بادر لخدمة وطنه ومجتمعه، وفي الوقت نفسه أدعو إلى التّشْهير بِتُجّار الأزمات، الذين يستغلونها لمزيد من الأرباح، كما أُطَالب بأشَدّ العقوبات على صانعي الشائعات أو المُروجِينَ لها، وعلى أولئك الذين يطلقون العنَان لألسنتهم وأقلامهم وتغريداتهم لتأتي بما فيه سخرية أو تنمُّر بالمجتمع أو فئة منه، فكلُّ أولئك لم يكتفوا بعدم الوقوف بل أساؤوا لهما، فـ(لا خِيرْهم ولا كِفاية شَرّهُم)!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store