Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

قمة الـ 20 الافتراضية.. ووزارة للبحث العلمي

A A
نجحت المملكة، كعادتها، في تنظيم القمة الافتراضية لمجموعة العشرين الاقتصادية، كأول رئاسة للمملكة لهذه المجموعة منذ استلام رئاستها في ديسمبر 2019 .الملك سلمان -يحفظه الله- استطاع بحنكته السياسية أن ينجح في وضع العالم بأجمعه أمام مسؤولياته في مواجهة «جائحة» تهدد ليس فحسب حياة وسلامة الإنسان بل شلَّت وتشل جميع مقومات الحياة. فهذه الجائحة ضربت أسواق المال والمصانع والتجارة وغيرها. سلمان بن عبدالعزيز يقول للعالم إن الوظائف لشعوب العالم تقلصت بسبب تسريح العاملين من وظائفهم مما أدى إلى انعدام مداخيل الناس لإعاشة أسرهم، بل أصبح رب الأسرة حبيس المنزل نظراً لانقطاعه عن العمل ومصادر رزقه ليواجه مصاعب مادية جمة في تلبية متطلبات أسرته التموينية، وتسديد فواتير الكهرباء والماء والاتصالات وغيرها من متطلبات الحياة. الملك سلمان في كلمته يقول للعالم إن دورنا يجب أن يكون «وقائياً» وليس «ردود أفعال» لجائحة عجز العالم بأسره عن مواجهتها. سلمان بن عبد العزيز يقول للعالم إنه يجب علينا في مجموعة العشرين، التي تتحكم باقتصاد أكثر من 80% من اقتصاد العالم، أن تكون لدينا الجاهزية لنعمل شيئاً لإنقاذ العالم من هذا الوباء، ومن هذا الفيروس غير المرئي، والذي عرقل عجلة التنمية والنمو في جميع أنحاء العالم. سلمان بن عبدالعزيز يقول للعالم يجب أن ندعم وبشكل كامل منظمة الصحة العالمية بكل ما أعطينا من قوة، وتوسيع صلاحياتها. سلمان بن عبدالعزيز يقول للعالم أن ندعم وننتشل دولاً فقيرة ونامية وأقل نمواً، والتي تضررت بهذه الجائحة التي جعلتها تواجه مصيراً غير محمود العواقب وذلك لقلة إمكاناتها المادية. سلمان بن عبدالعزيز يقول للعالم يجب أن نتعاون ونتكاتف، وأن نأخذ على عاتقنا جميعاً مسؤولية تعزيز التعاون في تمويل مراكز الأبحاث للتوصل إلى لقاح لهذا الفيروس القاتل. سلمان بن عبدالعزيز يقول للعالم يجب ضخ التريليونات من الدولارات لتقليل الخسائر في الاقتصاد العالمي، وتم بالفعل موافقة دول مجموعة العشرين على ضخ 5 تريليونات دولار لتقليل الخسائر. السعودية تثبت يوماً بعد يوم أنها مملكة الإنسانية، وأنها تمد يدها لجميع شعوب الأرض في المساعدة والأعمال الإغاثية. وانطلاقاً من كلمة الملك سلمان الضافية في التركيز على الجاهزية لمواجهة الأوبئة، وذلك في دعم منظمة الصحة العالمية، ومراكز الأبحاث، وأن هذا درس لنا يجب أن نتعلم منه، فإن أهمية إيجاد «وزارة للبحث العلمي»، أصبحت مطلباً وطنياً ملحاً، تكون تحت مظلتها ليس فحسب مراكز أبحاث للأوبئة، بل ومراكز أبحاث في الطاقة، والتعدين، والصناعة، والسياحة، والاستثمار، وفي الصحة، والتعليم، والتجارة، والزراعة وغيرها، لدعم وتحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030. فالبحث العلمي يا سادة، هو أساس نهضة الشعوب وتقدمها وتنميتها. فبدون البحث العلمي سوف تكون قراراتنا ارتجالية لا معنى لها، ولا فائدة منها بل عائق للتنمية. البحث العلمي يرشد السياسات في الاقتصاد والسياسة والتجارة والزراعة والصحة والتعليم والبنى التحتية، ويرشد السياسة الأمنية، ونحن هنا نتكلم من تجربة ومن خبرة، فعندما كنت مدير عام مركز أبحاث مكافحة الجريمة، بوزارة الداخلية، إحدى دراساتي كانت عن «جرائم العمالة الوافدة»، وأوصيت بتطبيق «نظام البصمة» و»الجواز الإلكتروني» وتم ذلك.
البحث العلمي هو عصب الحياة بدونه لا يمكن أن تبنى استراتيجيات قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى. فنحن بأمس الحاجة لوزارة للبحث العلمي تعطى ميزانية كاملة، وتبنى مراكز أبحاث على أعلى مستوى، وتعطى حوافز ومرتبات مجزية، وسكن للباحثين من أساتذة الجامعات والعلماء والخبراء السعوديين، وتوطين العقول في تلك المراكز، كما فعلت كوريا الجنوبية، لنكون بالفعل في مقدمة الدول.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store