أحيانًا وأنا اتقدم في العمر أستعيد زماني القديم، ولو في لحظة، تأخذني الذكرى ويحتضنني الحنين إلى عبارات في داخلي، أذهب إلى عالم بيتنا «المكاوي» أتذكر فيه عبارات الوالدين -رحمهما الله-، اليوم وجدتني أذهب إلى مفردات التخويف، التي اعتاد الآباء في زمنهم أن يوجهوها لنا تربية أو تهذيبًا أو حتى تقريبًا لصورة الإلزام، والتحذير من عواقب التمرد عليها.. هكذا هكذا بعفوية ذلك الزمن:
«نامي لا يجيك العسكري»، كان ذلك اللفظ لا ينفّر من العسكري بقدر ما يزرع فينا نفسيًا وجوب الطاعة والخوف من العواقب، لكنه بلاشك رسم صورة الخوف لدينا الصغار في تلك الهيئة التي يتمثل عليها العسكري، ولأن الزمن سريع التأثير في الأشياء، فلكل عبارة في تربيتنا لها بصمتها، وتأثيرها وربما أحداث الكورونا الجديدة أجبرتنا دون وعي منا لتغيير نظرتنا للحياة، وقد صادفت رجال الأمن عدة مرات في طريقي للمستشفى خلال أيام الحظر هذه، فوجدت تعامل راقي من جنودنا في الأمن العام وهم يطبقون الحظر خوفًا علينا، كنت أعتقد أن عبور شارع وقت الحظر يسبب مشاكل لمن اضطر إلى الخروج في وقت الحظر، أذهلني التعامل من أبطال الأمن العام عن كيفية إدارتهم لتنفيذ أوقات الحظر وتجسيد أولوية الاهتمام بالمواطن، وعناية الدولة بالمواطن وتلمّس احتياجاته، وتبدد الخوف القديم من العساكر!.
كنت أمضي بعد كل حالة رضا من تعاملهم وأنا اتمتم بابتسامة حنين:
«بالأمس نخافهم واليوم نخاف عليهم»!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
