الاستنساخ الجيني هو الحل لكوفيد

الاستنساخ يعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح (Cloning)، وهو عبارة عن عملية صناعية، وطبية تنتج خلايا حية، مستنسخة عن خلايا حية أخرى، وتتشابه معها في الصفات الوراثية، وتؤدي إلى الحصول على نسخة جديدة بالاعتماد على نواة النسخة السابقة، حتى تتطابق معها بشكل كلي، ويتم الاعتماد في الاستنساخ على الحمض النووي للكائنات الحية، والذي يعرف اختصارًا باسم DNA أو RNA.

في سبعينيات القرن العشرين تم إجراء العديد من الأبحاث حول الأحماض النووية للكائنات الحية، وأصبح من الممكن نسخ خلية تتشابه بكافة الصفات مع الخلية التي تم الحصول على حمضها النووي، فاستطاع علماء الجينات والأحياء من اكتشاف الكروموسومات التي من الممكن تغييرها حتى تتشابه صفاتها مع صفات كروموسومات جديدة.

نجح علماء الأحياء وفقًا لتقرير موقع (ذا فيرج) في طباعة نسخ اصطناعية من الشفرة الوراثية لفيروس كوفيد 19 (كورونا الجديد)، وأشار العلماء إلى أن هذه النسخ المطبوعة غير قادرة على إصابة البشر، لكنها ستوفر للباحثين المواد اللازمة لتطوير الاختبارات واللقاحات المهمة لمكافحة هذا الفيروس، والذي أدى حتى الآن الى وفاة أكثر من 100 ألف وإصابة حوالي مليون وستمائة ألف من البشر.

وقالت إميلي ليبراوست الرئيسة التنفيذية لشركة تويست بايو ساينس التي تعمل على إنشاء نسخ من الفيروس لأغراض بحثية: لم نستنسخ عددًا إضافيًا من الفيروسات، وإنما نسخنا قطعًا من الفيروس لتمكين الباحثين من تطوير الأدوات الضرورية لاكتشافه ومكافحته.

لم يكن فيروس كوفيد 19 معروفًا إلا بعد تفشيه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما يدل على سرعة عمل علماء الأحياء وقدرتهم على تحليل الشفرة الوراثية للفيروس ونسخها، وهذا يعد تقدمًا كبيرًا هائلاً، إذ احتاج العلماء خلال موجة تفشي فيروس السارس في العام 2002 إلى عدة أشهر قبل تمكنهم من تحقيق ما استطاعه علماء مثل ليبراوست خلال أسابيع قليلة.. ولكن كل علم له عقباه، فقد أثارت قدرة العديد من المختبرات في جميع أنحاء العالم على طباعة الفيروس قلق عدد من العلماء، إذ لفتت مجموعة من الباحثين الكنديين انتباه المجتمع العلمي عندما استطاعوا تركيب نسخة اصطناعية من فيروس الجدري في المختبر، وهو فيروس يرتبط ارتباطًا وثيقًا بفيروس الجدري الذي قتل مئات الملايين من البشر قبل تطوير لقاح ضده.. وقال الباحثون وقتها إن الأسلوب ذاته يمكن استخدامه لإعادة نشر مرض الجدري، ما يتيح للإرهابيين أدوات تساعد على تفشي الوباء القاتل، لكن ليبراوست حثت المراقبين على إبقاء المخاطر في منظورها الصحيح، وقالت يجب على العلماء أن يتذكروا شيئًا واحدًا، وهو أن الطبيعة هي أكبر مصدر تهديد بيولوجي لنا، إذ توجد فيها آلاف الكائنات التي يمكن أن تقتلنا، وهذا ما قد يحدث مع فيروس كوفيد 19 لا سمح الله.. «نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم».. الآية.. فالاستنساخ الجيني هو الحل لكوفيد 19، والله أعلم.