Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد حسن فتيحي

الصبي الذكي

شمس وظل

A A
الولد الوحيد عندها..

لا دخل عندهما بعد وفاة من يعولهما..

الأب الذي يعمل بكل طاقته ليصطاد ما يبيع في آخر نهاره..

باغتته عاصفة قوية أثناء عمله.. فغرق وسط الموج المتلاطم..

رغم تجاربه وقدرته على التغلب على الأجواء العاتية..

فانقطع دخلهما..

دفعت ابنها لأن يبيع السمك بدلًا من اصطياده.. فهو ابن الثانية عشر من عمره..

تعاطف معه زملاء أبيه.. فأعطوه اهتمامًا أكثر من غيره.. وسعرًا أقل..

صنعت بيدها عربة صغيرة.. ليحمل الصبي عليها ما يشتريه..

ودفعت به إلى بيوت أثرياء المدينة.. ليعرض عليهم ما تحويه عربته الصغيرة..

وكان يبيع كل يوم لبعضهم..

ولا يعود إلا وقد استنفذ ما اشتراه.. وقد باعه بمكسب قليل يكفي ما تحتاجه أمه وبيتهما المتواضع الذي يحتاج إلى تجديد لمحتوياته القديمة التي عفا عليها الزمن..

تدرج الصبي في عمله وأحبه وتجرأ في الشراء..

وابتكر عربة أكبر يجرها حصانُ فتيٌّ..

زادت زبائنه..

وكان يبيع كل يوم أكثر مما قبله..

وعرفت عنه ابتسامة مقبولة.. وأسعار معقولة..

أحبوه وساعدوه..

في يوم من أيام الصيف عُرِضت في سوق السمك سمكةٌ نادرة.. دفع فيها كل ما عنده..

وذهب بها إلى بيت رجل ثري يعلم كرمه ومداعبته له ومساعدته دومًا..

رأى التاجر الثري السمكة وحجمها الكبير..

سأله عن سعرها..

قال له.. لقد اشتريتها بألفين وخمسمائة ريال..

قال التاجر مداعبًا.. سوف أدفع لك خمسة آلاف ريال إذا أخبرتني هل هذه أنثى أم ذكر..

قال الصبي.. إنها أنثى يا سيدي..

قال الثري.. احضر لي قرينها لأعطيك الضعف كما وعدتك..

قال له يا سيدي.. إنها بكر ولم تتزوج..

ضحك التاجر.. وأعطاه المبلغ المطلوب..

توسع في عمله.. وأصبح أحد أكبر بائعي السمك الذين يملكون أحواضًا لبيع السمك في مدينته..

لقد عوض الله أمَّه به..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store