Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

نحن والتعليم عن بعد.. والمدرسة الافتراضية(1)

A A
يعتبر قرار معالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ في إنهاء الفصل الدراسي الثاني لعام 1441هـ بنقل جميع الطلاب والطالبات للصفوف الدراسية التي تلي صفوفهم الحالية، واعتماد نتيجة الفصل الدراسي الثاني لتكون نفس نتيجة الفصل الدراسي الأول لكافة المراحل التعليمية من أفضل القرارات لدعم أبنائنا الذين تأثروا نفسياً وتعليمياً جراء هذه الجائحة.

كما شمل القرار الإجازات وكانت مختلفة طبقاً للمرحلة التعليمية وآخرها كان للمرحلة الثانوية حيث الإجازة الرسمية في 21/9/1441 مع متابعة عملية التعلم، وضرورة رصد المعلمين لدرجات أعمال السنة بناء على ما يتحصل عليه الأبناء خلال فترة ما قبل تعليق الدراسة حضورياً، أو ما تحصلوا عليه خلال فترة الدراسة (عن بعد). والنقطة الأهم عدم تأثر المعدل سلباً في حال احتساب درجات أعمال السنة ومن الممكن إجراء عمليات تقويم في العام الدراسي التالي 1442هـ للطالب الذي لم يتمكن من إجراء التقويم أو لمن يرغب في تحسين مستوى تحصيله الدراسي.

وحقيقة فمنذ عام 1430هـ وبظهور مرض (انفلونزا الخنازير) تم تأجيل بدء العام الدراسي حوالي ثلاثة أسابيع وكتبت مقالاً في صحيفة الندوة بعنوان:(استخدام التقنية الفضائية لمتابعة المقررات الدراسية)، وطالبت بأن يكون (التعليم عن بعد) حلاً أساسياً وليس تعطيلاً للدراسة!! وبحمدالله وبمرور أربعة وزراء على الوزارة كل منهم يكمل المشوار استطعنا في هذه الجائحة تحقيق أهداف تعليمية متناسبة مع التطور التقني الذي تشهده بلادنا، فقد وضعت الوزارة المدرسة الافتراضية التي ضمت 19 قناة من قنوات (عين) من الساعة 8 صباحاً إلى الساعة 12:30 يتناوب على تقديمها 127 معلماً لشرح 122 مادة يومياً، وتقدم الدروس من خلال 3700 مدرسة موزعة على 33 إدارة تعليمية. وهناك جهود كبيرة من وزارة الاتصالات في رفع قوة وسرعة الشبكة وتزويد الطلاب بـ 100 ألف شريحة مجانية و 30 ألف جهاز لوحي.. ولكن هل يكفي ذلك لتغطية مئات الآلاف أو ربما ملايين لا يمتلكون ثمن التقنية!!، فواقع الحال يقول أنه مازالت الشبكات ضعيفة ولا يستطيع الكثير من الطلاب والطالبات الدخول على الشبكة ومنهم طلاب جامعة الباحة (حسب صحيفة المدينة 28/3/2020م) حيث أظهروا معاناتهم والذهاب لمواقع خارج المنزل بحثاً عن الشبكة. كما أن الظروف الاقتصادية لكثير من الطلاب لا تسمح لهم بتوفير شرائح أنترنت أو أجهزة التابلت.

إن التعليم عن بعد من الأساليب التعليمية التي استُخدمت منذ القرن الماضي لمواجهة مشكلات تعليمية حيث استخدمتها الدول النامية كالنيجر في تعليم اللغة الفرنسية، وكذلك في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة.. وهو يساعد على تقليل الإنفاق، وتحسين فرص تكافؤ التعليم للجميع كما يساهم في تحسين الكفاءة المالية لقطاع التعليم.. وتطوير أساليب تعليمية متقدمة إذا توفر لها أساليب تفاعلية تراعي التنوع وتلبي الفروق الفردية.

ونلاحظ في هذه التجربة عدم مناسبة التعليم عن بعد للمراحل الأولية لأبنائنا والذين يحتاجون إلى متابعة من أولياء أمورهم وكثير منهم لا يمتلك مفاتيح التقنية الرقمية أصلاً.. مما يفقدهم الكثير من مهارات التعلم المطلوبة، فإذا أضفنا إلى ذلك ضعف التفاعل مع المعلم حيث يصعب على الآلاف من المتابعين طرح الأسئلة ومن ثم الاجابة عليها.. فتبقى الكثير من المفاهيم المعرفية مبهمة. بل إن إعطاء واجبات ومهام تعليمية تقل إلى أدنى الحدود وكذلك عدم جدية الكثير من طلاب التعليم العام في الدراسة عن بعد فتجده يتلقى الدرس وهو في سريره يغط حيناً ويلتقط كلمتين حيناً آخر.

لأن المشكلة الرئيسية أنه لم يكن هناك تدريب سابق على التعليم عن بعد في المدرسة الافتراضية لدينا.. وللحديث بقية إن شاء الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store