Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

الطب الوقائي في السنة النبوية

A A
على مدار الثلاثين سنة الماضية زادت حالات تفشي الفيروسات القاتلة وأصبح انتشارها سريعاً، وأحدثها فيروس كورونا الذي انتشر بالصين وانتقل إلى مئات الدول الأخرى، وفرضت البلدان التي انتشر فيها هذا الفيروس الحجر الصحي على الأماكن التي تفشى فيها الفيروس فهو أحد أهم الوسائل التي تفرضها الدول الحديثة للحد من انتشار مثل هذه الأمراض الوبائي.

لكن ماذا كان يفعل المسلمون الأوائل في مثل هذه الظروف الصحية، وبماذا أمرنا النبي الكريم صلوات الله عليه وسلامه قبل ١٤٠٠ سنة لمواجهة مثل هذه الأزمات؟!

يعتبر هذا الفيروس وباءً مثله مثل أنفلونزا الطيور والسارس وجنون البقر وكلها أوبئة جديدة لم يكن لأحد علم بها من قبل ولكن العلماء يؤكدون أن هذه الفيروسات لها القدرة على التطور وتغيير شكلها ومقاومة الأدوية، ولذلك كانت هذه الفيروسات وباء حصد أرواح ملايين من البشر عبر التاريخ، والنبي أمر باتخاذ إجراء وقائي، ففي زمنه صلى الله عليه وسلم لم يكن لأحد علم بطريقة انتشار الأوبئة أو أنه من الممكن أن يحمل الإنسان هذا الفيروس ويبقى أياماً دون أن يشعر بوجوده ولذلك فالمنطق يفرض في ذلك الوقت أن يأمر الناس أن يهربوا من الطاعون، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنهَا).

فانظروا معي لهذه الخطة النبوية الرائعة وهي ما يسميه العلماء بالحجر الصحي حتى الإنسان الذي يبدو وهو صحيح الجسم وهو في بلد الوباء لم يسمح له النبي بمغادرة هذا البلد حتى انتهاء الوباء وهذا مايقوله الأطباء اليوم بل إنهم يمنعون السفر والتنقل بين البلد الموبوء والبلدان الأخرى حرصاً على عدم انتشار الوباء.

ولو تأملنا اليوم كل الإصابات التي انتشرت في أوروبا أو آسيا أو بعض البلدان الوبائية نجدها صادرة من أناس قدموا من أماكن تقع فيها بؤرة المرض ولذلك نرى هذا الحديث الشريف في عصرنا هذا يمثل طريقة صحيحة في الطب الوقائي ويمثل سبقًا علميًا، ففي هذه الأحاديث الشريفة خطة طبية محكمة وضعها الحبيب صلى الله عليه وسلم في وقت لم يكن هناك فيه من يعلم بالحجر الصحي أو غيره، فألزم المسلم الموجود في بلد تفشى فيه الوباء بأن لا يخرج منه وإن كان سليمًا لأنه ربما حمل المرض ومن يكون خارج البلد فعليه ألّا يدخله.

نسأل الله مع دخول هذا الشهر الفضيل أن يزيح هذا البلاء عنا وعن سائر دول العالم.. كل عام وأنتم بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store