Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وليتنافس المتنافسون

بعد شهور قليلة من تولي سمو الأمير خالد الفيصل مسؤولية إمارة منطقة مكة المكرمة، عبّر سموه في أكثر من مناسبة عن رغبته في الارتقاء بأداء الجهات الحكومية في المنطقة عبر آلية دقيقة للتقويم والمتابعة وتحسين الإجراءات وتسهيلها كما مبدأ الثواب والعقاب.

A A
بعد شهور قليلة من تولي سمو الأمير خالد الفيصل مسؤولية إمارة منطقة مكة المكرمة، عبّر سموه في أكثر من مناسبة عن رغبته في الارتقاء بأداء الجهات الحكومية في المنطقة عبر آلية دقيقة للتقويم والمتابعة وتحسين الإجراءات وتسهيلها كما مبدأ الثواب والعقاب.هذه المبادرة الشجاعة تصب في خدمة المواطن أولاً، بل وتخدم القطاعات المختلفة نفسها، إذ تتحسن صورتها ويطيب ذكرها، ويشتد التنافس بينها ليقدم كل منها الأفضل والأجود رغبة في أجر أو طمعاً في تكريم وتقدير.فالحالة المتردية من سوء الأداء لن تخدم المواطن ولا الوطن، فمعظم موظفي الدولة للأسف الشديد يعيشون في أجواء (الضمان الاجتماعي) على حد تعبير أخينا الأستاذ قينان الغامدي، فالفطور الجماعي ظاهرة عامة لا يغيب عنها الفول والتميس والمعصوب، والخروج لأخذ الأطفال من المدارس إلى البيوت يُعد من صلب الدوام الرسمي ولا غبار عليه، وأحاديث الرياضة والسيول والغلاء وغيرها جزء من الممارسة الاجتماعية اليومية. وأما الرد على اتصالات المدام والمكاتب العقارية ومتابعة الأسهم فحالة سائدة لا تخفى على (أصنج).بصراحة هذه أولى الخطوات للتمايز بين الإمارات المختلفة: الأداء الحكومي الذي يشكو منه المراجع دائماً. وتفوق إمارة في هذا الباب تحديداً سيدفع إلى التفوق في مجالات أخرى، إذ لا يمكن إنجاز أي تفوق أو تقدم حقيقي ما لم يُضبط أداء العاملين في كل القطاعات الحكومية العاملة ضمن جغرافية الإمارة.ولعل السيل الجارف الذي ضرب جدة، وما انكشف بعده من ضعف أداء بالغ وتقصير واضح، وغياب لإدارة فاعلة للأزمة الكبيرة يؤكد بجلاء لا يختلف عليه اثنان أن الوقت قد حان (وهو قد حان منذ عقود) لإشراف الإمارة على أداء القطاعات الحكومية في محيط جغرافيتها، وبالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية.لا بد من توحيد الجهة المسئولة عن أداء القطاعات المختلفة حتى لا تظل (الطاسة) مفقودة، ويتوزع الدم على القطاعات، فيذهب هدراً كما حدث في أزمة سيول جدة.والله المستعان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store