Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

هويتنا التي سرقها عرب الشمال!!

A A
* لا أهتم أبداً بمتابعة القنوات، ولكن (الحجر المنزلي لمواجهة فيروس كورونا)، سَاهم وسمحَ لي بالمتابعة، فكان أنْ وجّهت «السَّـيَّد ريموت كنترول» نحو «قناة ذكريات السعودية» التي سمعتُ عنها، والتي تبثّ القديم من برامجنا ومسلسلاتنا، لأكتشف بأنّ هناك مَن سَرَقَنا مِنَّا (حياتنا وهويتنا السعودية، وشيئاً من قِيم مجتمعنا النبيلة)!

* فضُعف صوت فضائنا الرسمي، وتخلي (تلفزيوننا عن الإنتاج)، استثمرته بعض القنوات الخاصة التي يُديرها (طائفة مِن عَرب الشمال -مع التقدير جداً وأبداً لأشقائنا هناك- فالمقصود «بعض المتنفذين» في القنوات، الذين أغلبهم مِن مُريدي «حَسَن نصرالله، فولاؤهم بالتبعية لـ»إيران»)؛ الذين إنْ لم يكونوا يُنفِّـذُون أجندة معينة في هذا الميدان، فهم بلاشك لا يهمهم إلا المزيد من المال مهما كان الثَّمن!

* فقد كرسوا في ماضينا القريب وحاضرنا العجيب لـ(برامجهم ومسلسلاتهم)، (ذريعة تجديد الخطاب الديني)، حاولوا أن يفرضوا علينا (تخاريف عدنان إبراهيم، وهـرطقات محمد شحرور)؛ لننسى تلك الثّوابت والقيم والتربويّات واللفتات الإيمانية التي كان يزرعها (الشيخان علي الطنطاوي، ومحمد الشعراوي)، ومَـن جاء بعدهما من رموز علمية!

* وفي مجال المسابقات التلفزيونية كالعادة أولئك بحثهم عن النقود – لا غير-، وفي جلبها ليس عندهم محذورات أو حدود، أتوا بها خاوية من أيّة إضافة أو معلومات، فليس هناك إلا استثارة العواطف والغرائز؛ ولذا كان التقديم فيها لسنوات من نصيب أمثال (حليمة بولند)!

* أما ما يسمى بـ(الكاميرا الخفية)، فأيضاً جعلوها في نفس دائرتهم المغلقة (المال، وإثارة الغرائز، وبثّ المفاهيم والألفاظ البذيئة)، فاستقطبوا (رامز جلال)، في مشاهد سخيفة مصطنعة، أبطالها في المجمل ممثلات ومغنيات، والجديد هذا العام - وبحسب ما رأيته في «تويتر» الّلعب بِكَرت (الراقصة فيفي عبده)، فيما كانت الكاميرا سابقاً مجرد مشاهد بريئة أبطالها ردود الأفعال العفويّـة للناس البسطاء في الشارع!

* أما في مجال الدراما فرغم الوهن الفني لمعظم إنتاجنا السعودي إلا أنه كان مِنّا وفينا ويناقش قضايانا، ويعمل على عدم المساس بقيمنا، ويضحك في مجال الترفيه معنا وبِلغتنا، كـ(العَـولمَة، عائلة أبو رويشد، وقديم طاش ما طاش، والأقدم أبو مسامح، وغيرها)؛ ولكن (قادة تلك القنوات من عرب الشمال) لم يرضهم ذلك؛ فاجتهدوا في إبعاد كلّ ذلك عن ساحتنا، ومسحِه من ذاكرتنا، وسعوا لفرض ثقافات الشعوب الأخرى علينا؛ فاستوردوا المسلسلات التركية، وقبلها المكسيكية، ثم أتوا بـ(زعيم البلطجة في مصر)، وخلعوا عليه من خلال مسلسلاتهم ألقاب (الأسطورة، والبرنس)!

* أخيراً (قناة ذكريات) قرعَت الجرس، وأكدت على أن شريحة كبيرة من مجتمعنا تبحثُ عن هويتها وثقافتها؛ ولذا ما أتمناه من وزير إعلامنا المكلف الدكتور ماجد القصبي، قراءة تلك الملفات، ودراسة كل تلك المنعطفات، والعمل سريعاً على معالجة الوضع، وهذا لن يتم إلا إذا أنتجنا ما نُشاهد، وأتحنا الفرصة لشبابنا الموهوب والمخلص، فحينها فقط سنستعيد هويتنا التي سرقها أولئك المسيطرون على مفاصل بعض قنواتنا الخاصة مِـن عـرب الشمال، (أُكَـرّر أقصد أصحاب القرار في بعض القنوات، فالتقدير كلها لأشقانا العرب جميعا)!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store