Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كاتب: كورونا منحنا الوقت ومساحات للحنان والمودة داخل الأسرة

كاتب: كورونا منحنا الوقت ومساحات للحنان والمودة داخل الأسرة

فنجان قهوة

A A
"كورونا" التي اجتاحت العالم قاطبة أحدثت تغييرًا شاملاً في العديد من العادات والبرامج والخطط والتقاليد الحياتية التي تسير عليها الشعوب وخاصة في العالم الإسلامي الذي له طقوس خاصة في الشهر الكريم.. وفي كل يوم نستضيف شخصية نحاول من خلالها رصد بعض التغيرات التي حدثت في حياتهم وبرامجهم الرمضانية المعتادة في الأعوام الماضية. وضيفنا اليوم عدنان محمد أمين كاتب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا السابق.

ماهي أهم المتغيرات التي حدثت في برنامجك الرمضاني هذا العام مقارنة مع الأعوام الماضية ؟

- الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة كانت للحفاظ على سلامة الإنسان سواء كان ذلك بتعليق الدراسة لأبنائنا الطلاب أو إعطاء إجازة لموظفي الدولة مدفوعة الأجر، وكذلك دفع 60 % من رواتب موظفي القطاع الخاص لدعمهم.. وغيرها كثير كلها إجراءات ساهمت في الحد من انتشار الجائحة.

وحقيقة أهم المتغيرات هو الوقت فقد أصبح هناك متسع من الوقت الذي يمكن استغلاله بما يعود على الإنسان بالخير مثل: القراءة والاطلاع على أمهات الكتب والبحوث والدراسات التي لم يكن لدي وقت لقراءتها. وكذلك العناية بقراءة القرآن، والتدبر، والتفكر في خلق الله وعظمته وقراءة التفسير، وكذلك حفظ القرآن ولله الحمد وهذه نعمة من الله.. وهناك أعمال خيرية وإنسانية أعطاني الله متسعًا من الوقت للاهتمام بها.

هل ترى أن الحظر ولزوم المنزل عاد عليك بفوائد لم تك تتحقق في السنوات الماضية؟

- الحقيقة أن الحجر ولزوم المنزل فرض علينا اللجوء إلى استخدام التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي فأصبحنا نستخدم تطبيقات للتواصل للالتقاء بالأهل والأقارب والاجتماع عن بعد مع الأبناء المسافرين في الخارج؛ فقد فرضت علينا الظروف تعلم أشياء كثيرة لم نكن نعرفها. كما أن الفوائد الأخرى للمجتمع عمومًا أن الأسرة أصبح لديها متسع أكبر من الوقت للحوار والنقاش حول مسائل عائلية وأسرية وتعويض مساحة الحنان والحب والمودة التي كانت ناقصة بسبب المشاغل اليومية، كما أن ربة البيت أصبحت أكثر اهتمامًا بمنزلها وبأولادها، وكذلك احتياجاتهم النفسية والاجتماعية..

يرى البعض أن ما بعد "كورونا" ليس كما كان قبلها من وجهة نظرك ماهي الدروس التي يمكن أن نخرج بها من هذه الأزمة؟

- الحقيقة أن الأزمات عادة توقظ البشر من الغفلة ودوامة الحياة الروتينية ويبدو أننا على أعتاب متغيرات جديدة ما بعد هذه الجائحة ومنها على سبيل المثال: أصبحت معظم الدوائر الحكومية والقطاع الخاص الآن تدار الأعمال فيها عن بعد وكذلك الاجتماعات كما حررت كورونا الكثير من القطاعات من البيروقراطية، وهذا ممكن أن يجعلها تعيد النظر في إجراءاتها.. وهل فعلًا نحتاج إلى حضور جميع الموظفين طوال العام أم من الممكن العمل عن بعد، مع إعادة النظر في إجراءات إدارة فريق العمل بالبحث عن حلول مرنة ووضع نظم جديدة.

كيف ترى تعاون المواطنين مع الإجراءات الاحترازية ؟ وكيف نغرس في المواطن حب النظام؟

- كان تجاوب المواطنين والمقيمين عمومًا مع الإجراءات الاحترازية كبير جدًا ؛ فالغالبية ملتزمة بالحجر الصحي وبتعليمات وزارة الصحة، وحقيقة لابد من شكر وسائل الإعلام وخاصة صحيفة المدينة التي ترصد كل يوم أكثر من صفحتين لتوعية المواطنين بكورونا وآخر المستجدات والحالات مما ساهم بشكل كبير في الحد من تفشي المرض مقارنة بالدول الأخرى، وهناك قلة قليلة من الشباب الذين لم يلتزموا الحجر وقاموا بتصوير أنفسهم في مواقع التواصل وحقيقة هذا ينم عن عدم وعي بالخطر لأن هذه الأوضاع الطارئة لم يسبق للمجتمع أن خاضها ولا بد من توعية الأبناء في الأسرة وتعويدهم على النظام في كل الأمور وكذلك هناك دور كبير لوسائل الإعلام في التوعية والتشديد على أهمية الالتزام بالآداب العامة والأخلاقيات الإسلامية التي يتميز بها ديننا الإسلامي الحنيف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store