Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

وباء المعلومات أشد فتكًا من الأمراض!

A A
حديثًا كثر وباء المعلومات إلى درجة أنه أصبحت المعلومات أشد فتكًا من المرض ذاته.. عبر الأشهر الماضية منذ آخر ديسمبر 2019م بدأ وباء المعلومات ينتشر إلى أن أصبح أسوأ من الأمراض.. كورونا المستجد أصبح يوفر بيئة خصبة لـ»وباء المعلومات»..

في عام 1835، كان العالم على موعد مع ما يوصف بأول قصة خبرية مفبركة والعجيب أن تلك القصة كانت علمية، ضاربة عرض الحائط بمجموعة من أهم المبادئ التي قامت عليها الصحافة العالمية، وهي الدقة والعمق والوضوح والموضوعية.. وقتها نشر الصحفي الأمريكي ريتشارد آدامز الذي كان يعمل في صحيفة نيويورك ذا صن خبرًا مفبركًا أستغل فيه سفر عالم الفلك الشهير جون هيرشل إلى جنوب أفريقيا، زاعمًا أن هيرشل استخدم تليسكوبًا ضخمًا، ساعده على اكتشاف وجود خفافيش تجمع الفاكهة على سطح القمر، ومخلوقات زرقاء تشبه الماعز، ومعبد كامل من الياقوت!

وطوال الفترة الماضية وفر فيروس كورونا المستجد (COVID-19) بيئة خصبة لنشر قصص إخبارية مضللة، حملت كثيرًا من الشائعات المغلوطة حول الفيروس، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التصدي لتلك الشائعات والتي باتت تعرف بوباء المعلومات INFODEMIC، مشددة على حقائق عدة، منها أن استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم اليدين أو أي أجزاء أخرى من الجلد لا يفيد في مواجهة الفيروس؛ لأن هذه الأشعة يمكن أن تسبب حساسية للجلد، وأن تسلم الطرود من بلدان تعاني من تفشي الفيروس لا يؤدي إلى خطر الإصابة بفيروس كورونا، التي لا تعيش لفترة طويلة على الأشياء مثل الرسائل أو الطرود، وأن اللقاحات المضادة للالتهاب الرئوي مثل لقاح المكروبات الرئوية لا تساعد على الوقاية من فيروس كورونا المستجد.

ومن هنا تأتي أهمية التقارير التي سبق أن نشرتها مجلة للعلم في إطار محاولاتها التصدي للمعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة؛ ومنها تقرير حمل عنوان 16 وسيلة لحماية القراء والإعلاميين من الأخبار المزيفة، مشيرًا إلى أن دراسة نشرتها دورية أمريكان بيهافيور ساينتيست American Behavioral Scientist ، أكدت ضرورة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتصدي لتلك الظاهرة، التي وجدت لها أرضًا خصبة من خلال مواقع السخرية، والاعتماد على جمع الأخبار من خلال صحافة المواطن دون التحقق من صحتها، فضلا عن غياب دور غرف الأخبار التقليدية.

وحذر التقرير من تزايد وقوع الصحفيين والإعلاميين أنفسهم ضحايا للأخبار المزيفة، ما يستوجب عليهم التحقق من صحة الأخبار من عدمها من خلال التواصل مع المصدر الأصلي للقصة أو الفيديو أو الصورة، إذ أن التحدث إلى الشخص الذي نشرها يعد خطوة أولى مهمة، وإضافة إلى التحقق من المصدر، هناك العديد من الأدوات المتاحة للتحقق من مصداقية المحتوى، منها مثلا أسلوب البحث العكسي للصور، وأدوات تحديد مواقعها الجغرافية.. ويمكن مثلا بعد فحص البيانات الوصفية للفيديو أو الصورة كشف تفاصيل المكان الذي تم التصوير فيه، وبالتالي توثيق مصداقية المحتوى عن طريق تلك المقارنة.

وأخيرًا نصيحة مهمة جدًا وهي عدم حقن المعقمات مثل الديتول وما يسمى السبيرتو في الجسم كما جاء في إحدى المعلومات المغلوطة.. والله خير الحافظين من وباء المعلومات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store