Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد حسن فتيحي

يستاهل..

شمس وظل

A A
لا تمر دقائق إلا وعيناها إلى ساعة الحائط..

الوقت متأخر..

والقلق يساورها..

تقوم من مكانها.. ثم تعود إلى الجلوس..

توضأت.. ثم صلت..

ولكن لم يتملكها الخشوع..

فعاودت.. ثم جلست..

توجهت إلى المطبخ.. واحتست كوباً من القهوة..

تمشي قليلاً.. وتجلس قليلاً..

تقف.. ثم تعاود النظر إلى الساعة..

فتح الباب مبتسماً..

سألها.. ما نمتِ حتى الآن؟..

دمعت عيناها.. وقالت بصوت منخفض مكسور.. كنت قلقة عليك..

صرخ قائلاً.. هل تريدين إعادة تربيتي؟.. أنا أدخل وأخرج متى أريد..

قالت له.. طيب..

وانسحبت إلى غرفة نومها.. واحتضنت وسادتها..

دخل إلى الغرفة.. وأحدث صوتاً بتحركاته.. وبدأ التدخين..

كانت تصبر على كل ذلك.. وتدعو له..

بدت شاحبة الوجه.. وفقدت نضارة وجنتيها.. وابتسامة فيها.. وأناقة مظهرها..

سألتها أختها.. بمحبة الأخوة.. في أي شهر ما شاء الله؟..

حركت رأسها قائلة.. ليس بعد..

أخذت في تفكير عميق.. من كل جوانب حياتها.. وموقف أبيها.. وحزن أمها.. وشفقة إخوانها.. وكيف لها أن تعود لأبيها.. وماذا يمكن أن يفعل؟..

تساءلت.. هل أضحِّي من أجلهم.. وأحمل المعاناة؟..

فكرت بعمق.. وقررت أن تتصرف بما يناسب راحتها..

في الليلة التالية..

أتى متأخراً كعادته.. فوجدها..

قال.. ألم أخبركِ ألا تسألي عني؟..

فتحت الباب وقالت له.. اخرج من حيث أتيت..

فوجئ بهذا الموقف منها.. والذي لم يتعود عليه.. ولم يفكر فيه..

قال بدهشة.. أنا أخرج؟!..

قالت.. نعم..

قال.. أنتِ تخرجي..

قالت.. هذا بيتي..

دفعته إلى خارج البيت..

حاول أن يقنعها.. ولكنها كانت لا ترد عليه.. ولا تتجاوب مع صوته..

حتى رُفِع آذانُ الفجر..

فتحت له الباب قائلة.. ادخل لتتوضأ وتصلي..

انصاع وتوضأ.. وصلى..

واستقام بعدها..

وأصبحت سيدة البيت الآمرة الناهية..

قالت بعد أن نجحت.. أحب أن يكون قوياً وشجاعاً ومقداماً مع الجميع.. وطيباً خلوقاً معي..

وقد جعلته كذلك..

الحمد لله رب العالمين..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store