Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

العمالة الوافدة.. إعادة النظر

A A
وهب الله سبحانه وتعالى بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية الكثير من المقومات التي تجعل منها مهوى لقلوب الكثير من الباحثين عن القرب من أطهر بقاع الأرض الحرمين الشريفين وأداء شعيرتي الحج والعمرة والبحث عن المال لما وهب الله هذه البلاد من الخير الوفير، ولأن المملكة تعيش قفزات حضارية متباعدة في مختلف المجالات الحياتية دفعت بالكثير للحضور اليها لكسب الرزق حيث تدافع اليها الملايين من البشر الباحثين عن العمل وكسب الرزق الحلال، ولكن خلال العقود السابقة حدث الكثير من الخلل في تنظيم حضور تلك العمالة كبقاء البعض دون العودة إلى بلادهم بعد أداء الحج أو العمرة بطرق غير نظامية واستيطانهم وقيام البعض بكفالة الآلاف منهم لينشرهم دون رقيب داخل البلاد وفي المقابل قيام الكثير من الشركات والمؤسسات باستقدام الملايين منهم لتنفيذ المشاريع العملاقة التي قامت بها الدولة في مختلف المجالات وهؤلاء النظاميون عاد الكثير منهم لكن تبقى أيضًا الكثير.

وفي جانب آخر نجد أن بعض الجنسيات التي استوطنت البلاد وتكاثر نسلها حتى أصبحت تمثل ثقلاً إضافياً على تنمية الوطن ومن هذا المنطلق أصبحت تلك الأعداد التي لا تحتاجها التنمية كثيفة وهذا بالطبع يستوجب من الجهات ذات العلاقة أن تقوم باعادة النظر في وضع تلك العمالة والإبقاء على من تحتاجه التنمية فقط من ذوي التخصصات النادرة أو المهن المطلوبة، حيث أن المؤشرات التي أفرزتها قضية فيروس كورونا وقضايا أخرى فسادية كالتزوير ونشر الفساد ونشر الفوضى وغيرها ولسنا ببعيد عن قضية حي النكاسة بمكة المكرمة وعشرات الأحياء الأخرى المماثلة في مكة وفي غيرها من المدن وخاصة إذا أخذنا في الحسبان حجم الأموال المهاجرة لتحويلات تلك العمالة التي تصل إلى 200 مليار ريال كل عام وكذلك حجم ما تنفقه الدولة من أموال على تلك العمالة المخالفة وما انفقته عليهم في مرض كورونا يطرح الكثير من التساؤلات ولعل النسبة الهائلة التي تزيد عن 85٪ من المصابين بفيروس كورونا من تلك العمالة تنذر بالكثير من الأخطار المستقبلية وبالطبع لا ننسى دور تلك العمالة في الإستحواذ على الكثير من الفرص الوظيفية التي يستوجب أن تكون لأبناء الوطن.

ويقيني أن الجهات ذات العلاقة لن تغفل عن تصحيح أوضاع تلك العمالة قريباً وأن تكمل ما بدأته قبل انتشار هذا الفيروس.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store